(يمرون عليها وهم عنها معرضون)
عندما تحدث عبد العزيز الدغيثر عضو مجلس إدارة نادي النصر ونائب المشرف العام على فريق كرة القدم، قبل أسابيع إلى برنامج كل الرياضة في القناة الرياضية السعودية، وأبدى وجهة نظره الشخصية حيال جدول الدوري، وإقامة ست مباريات (جميع المباريات) في يوم واحد، وقال رأيه بكل وضوح فيما اعتبره البعض خروجا عن النص، وهو رأي شخصي ـ كما أشرت.
عندما تم ذلك، تناول كثيرون الموضوع وما صاحبه من ردود فعل واستدعاء له، وتوجيه لفت نظره، ومن ثم اعتذاره لم أشأ أن أعلق على الموضوع، أو أتناوله لسببين:
أولهما: أن كثيرين تطرقوا للموضوع وتناولوه من جانب واحد فقط، وكانت لي وجهة نظري في الموضوع.
ثانيهما: أنني رأيت الانتظار فترة لرؤية مدى تأثير هذا القرار على الآخرين، وبالتالي على الجو العام للدوري ومناقشاته.
لكنني وقبل الدخول في صلب الموضوع لا بد لي من التأكيد على نقطتين:
الأولى: أنني أعرف عبد العزيز الدغيثر كإنسان يحمل من الطيبة ونقاوة القلب الشيء الكثير، بل إنه يمتاز بذلك وهو أبعد ما يكون في البحث عن الإثارة المرفوضة والخروج عن النص بهدف هذه الإثارة، أو الإساءة للآخرين في ذواتهم.
الثانية: أنه لم يخطئ في رأيه، أو طرحه لوجهة نظره، ربما كان خطؤه في طريقة تناوله للحديث، وإبداء وجهة النظر.
لقد تناول كثيرون وأجمع الكل على خطأ إقامة جميع المباريات في يوم واحد، على مختلف ميولهم، وتوجهاتهم ومواقعهم، وكنت قد وضعت بعض النقاط لتناول موضوع الجدولة، إلا أن تتابع الأحداث وأولويات المواضيع والقضايا حال دون ذلك، وإن كان هذا لا يمنع من تناولها متى ما كانت الفرصة مناسبة.
وعلى هذا الأساس، فإننا نخطئ في بعض الأحيان ليس في تناولنا للحدث، أو طرح وجهة نظرنا بقدر ما نخطئ في طريقة تعاملنا معه.
والاستدعاء ولفت النظر وإن كان تم توجيهه للدغيثر، إلا أنه في الحقيقة لم يكن مقصودا فيه بذاته وشخصه، بقدر ما كان رسالة موجهة للآخرين للالتزام بأدب الحوار وما تعنيه حرية الرأي.
والسؤال المطروح: هل تحقق الهدف؟ وهل وصلت الرسالة لمن يهمهم أمرها؟ أو لمن هي موجهة إليه؟
للأسف.. إن الواقع لا يقول بذلك.
ومن حسن الحظ.. أن مشاركات المنتخب وتوقف الدوري جاء ليساهم في تهدئة الوضع، ودعم هذا التوجه.
لكنني لا أريد أن أفرط في التفاؤل، وستكون عودة الدوري وارتفاع درجة التنافس محكا حقيقيا لاستيعابها ولا أقول وصولها.
على أن الفترة التي أعقبت ذلك رغم قصرها وقلة عدد المباريات إلا أنها شهدت خروجا عن النص أكثر مما كان لدى عبد العزيز الدغيثر.
لا أريد أن أدافع عن (أبو سلطان) وهو ليس في حاجة لذلك لكنها الحقيقة.
ربما كان في نقده حادا وصريحا.. وربما تجاوز الحقيقة، أو لم يوفق فيها، لكنه في كل الأحوال، كان ينتقد وضعا قائما وكيانات.
لم يتطرق لأشخاص وحتى لو تم ذلك فهو في أسلوبه كان يحترم الآخرين ولا يقلل من شأنهم.
غيره.. وصل إلى ذوات الآخرين، واتهمهم في ذممهم، وسخر منهم ومن المجتمع الرياضي من خلالهم.
وليست مرة أو مرتين لكنها أكثر.. وأنا هنا لا أعني إداريين فقط، حتى على مستوى الإعلام والطرح الصحفي والتعامل مع الأحداث.
لا أريد أن أقول إن هناك فرقا بين ما لامسه الدغيثر ومس حدوده وبين ما لامسه الآخرون.
هذا غير وارد.. حتى لدى المسئول.
وإذا كانت (الطقة جت في راسه) على حد تعبير المثل، فإن هذا لا يعني تمادي الآخرين أو شعورهم ببعدهم عن عين الرقيب والمسئول.
وهذا ما ستؤكده الأيام المقبلة، وتحديدا عندما تعود الحياة من جديد لمباريات الدوري، وترتفع وتيرة المنافسة خاصة تجاه الحكم المحلي.
الرسالة صدرت..
ومن المؤكد أنها وصلت لمن يعنيهم الأمر..
لكن.. هل قرؤوها؟
وإذا هم.. هل فهموها؟
وإذا.. هل استوعبوها؟
وإن كانوا كذلك.. هل سيعملون بها؟
أم أنهم.. سيمرون عليها وهم عنها معرضون؟
والله من وراء القصد،،،
من غرفة الشرقية
إلى غرفة الرياض
شهدت ليالي الشهر الكريم أعاده الله على الجميع بالخير والبركة، نشاطا ملحوظا ولافتا للنظر من قبل الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية، كان لافتا للنظر من ناحيتين:
الأولى: أن القائم عليه هو الغرفة التجارية، والغرف التجارية والصناعية كيانات اعتدنا أن يكون تعاملها وبرامجها موجهة إلى قطاع الأعمال، وأنها مصدر جباية أكثر من كونها مركز إشعاع، يفترض أن يقدم رسالة هامة للمجتمع.
الثانية: نوعية البرنامج إذ تجاوز إطار المنافسات الرياضية والتي كانت جزءا منه إلى المجال التوعوي والتثقيفي في الإطار نفسه، من خلال العديد من ذوي الخبرة والمختصين كل في مجاله، عبر محاضرات تناولت العديد من الجوانب الإعلامية والفنية في المجال الرياضي.
وقد تحاشيت الكتابة عن الحدث في حينه حتى لا يأخذ منحى آخر، مفضلا إرجاءه بعض الوقت.
اليوم.. وغدا..
تجري انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لاختيار مجلس إدارة جديد يقود الغرفة في مرحلتها المقبلة.
اللافت للنظر من بين المرشحين شخصيتان محسوبتان على المجتمع الرياضي ومن جيل الشباب.. بندر بن عثمان الصالح رئيس الاتحاد العربي السعودي للمبارزة ورجل الأعمال المعروف.
ماجد بن عبد المحسن الحكير عضو سابق في اتحاد كرة القدم ورئيس سابق لنادي الرياض ورجل الأعمال المعروف.
وهما شخصيتان لهما حضورهما في الوسط الاجتماعي والشبابي.
عدا شخصيات أخرى، لا تحضرني أسماؤها من المؤكد أن لها اهتمامات مشابهة.
ما دعاني لذكر هذا وربط الحدثين هو بعد الغرف التجارية وعزوفها عن المشاركة في دعم التوجهات والبرامج الشبابية والرياضية رغم أهمية هذا ووجود حلقة مفرغة بين الطرفين.
ولعل تواجد مثل هذه الشخصيات في المجلس من شأنه وهذا ما نتمناه، أن يساهم في تطوير العمل الشبابي وانفتاح الغرفة ورجال الأعمال على المجتمع الرياضي وبرامجه.
لست في مجال الدعاية لهما، فهما في غنى عن ذلك وإن كنت أتمنى دعمهما من الجميع، وهما صديقان يعتز المرء بمعرفتهما ومساهماتهما الاجتماعية.
وأرجو من أبي مشعل (بندر الصالح) أن لا يغضب مني، إذا أفشيت سرا أجد نفسي مضطرا لكشفه حيث كنت معه في حديث تشعب لأمور كثيرة قبل أيام، أكد لي فيه وهو يخوض هذه الانتخابات عزمه على أن يضع برامج الرياضة والشباب في أولويات سلم عمله في حالة الفوز وأن يسعى لأن تكون الغرفة التجارية أكثر انفتاحا على المجتمع الرياضي.
أعرف أنه من الصعب كشف مثل هذه الأسرار لكن الحقيقة والوضع يتطلب ذلك.
وإذا ما فاز بندر وهو ما نتمناه مع آخرين نتمنى لهم كل خير، أو سارت الرياح بما لا يشتهى، وهذا ما لا نتمناه، فإننا نأمل أن تكون الغرفة التجارية في عهدها المقبل أكثر قربا وانفتاحا على مجتمع الشباب وأكثر قربا منه، خاصة في المجال الرياضي، الذي يحتاج إلى وقفة رجال الأعمال ودعمهم لبرامجه وتوجهاته بما يعود على شبابنا بالنفع ووطننا في ظل توجهات الدولة أيدها الله في هذا المجال.
والله من وراء القصد،،
فريقي.. فريقي
فريقي قدم مباراة جيدة.. فريقي لم يظهر بالمستوى المعروف عنه.. فريقي تعرض لظلم تحكيمي.. فريقي...
عندما تسمع مثل هذه العبارات أو تقرأها تشعر وكأنك أمام شخص يتحدث عن ملكية فردية، أو فرق تلعب في دوري حوار.
هذه العبارات بدأت تظهر على الإعلام في الفترة الأخيرة، وعلى لسان رؤساء بعض الأندية ومديري الكرة فيها عندما يتحدثون عن أنديتهم خاصة بعد انتهاء المباريات أو قبلها.
مثل هذه الأساليب تشعرك بلغة الأنا لدى البعض، والإقصائية لآخرين ربما قدموا للنادي من الخدمات والعطاء أكثر مما قدم الرئيس أو المدير وربما كان تاريخهم مع النادي أكثر من هؤلاء.
أجزم وأحسن النية في أنهم لا يهدفون إلى ذلك، لكن إطلاق مثل هذه العبارات وبهذه الصورة فيه نوع من التقليل من عطاء الآخرين ومشاركتهم النجاح للفريق.
وربما كان مصدر مثل هذه التعابير بعض الإعلاميين خاصة في الصحافة المكتوبة الذين يفتقدون للحس الإعلامي والبعد الفلسفي في انتقاء العبارة ودلالاتها ممن يتولون صياغة الخبر أو التصريح ثقة من الرئيس أو المدير فيهم أو إعادتهم صياغة التصريح من خلال رؤوس أقلام خرجوا بها من حديث المسئول.
إن إعادة صياغة مثل هذه العبارات بلغة المجموعة (فريقنا) هي في الواقع تعبر عن مدلولها الحقيقي، وإشراك المجموع والمنتمين للنادي وحفظ حقوقهم هو ما نتمنى أن يسود ويظهر في الإعلام بدلا من لغة الأنا والتفرد.
أصدقاء المنتصف
ـ الأخ أحمد الزايدي (الخبر) يقول:
ينبع أعظم شعور بالرضا يمكن أن نشعر به من قيامنا بواجبنا وليس تخلينا عنه، ومن مواجهة المشكلات وحلها وليس الهروب منها، ومن مواجهة الحقائق ومن شعورنا بأننا أشخاص مستقلون في وطن نجمع على حبه.
تحياتي وتقديري للجميع
والله من وراء القصد،،