المنتخب أولاً
في إعلامنا نحن منحازون نكتب ونحلل ونهتم بالهوامش أكثر من الاهتمام بالمضمون.
ـ وفي هذا الإعلام المتشعب نحن وأقلامنا كغثاء السيل فلا نحن تميزنا ولا هي أقلامنا نجحت.
ـ نهتم بالأندية ونكتب نضالا عنها ولو بحثنا في طيات ما نخطه عن شيء يختص بالمنتخب لن نجد أكثر من التجاهل.
ـ اتحاديون يدافعون عن الخطأ مثلما يدافع المحامي عن قضية خاسرة، وهلاليون يمارسون النقد ولكن بمداد أزرق وقس هذا على ما يمثل تلك الشريحة التي تعرف أهلاويتها من أول نقطة على السطر.
ـ لماذا لا ننحاز للمنتخب وهو الذي يجمعنا ولماذا نحن هكذا مغالون حتى في طريقة استخدام العبارة؟
ـ أسأل نفسي قبل أن يصل السؤال لمن هم معي في وقت أنا على كامل الثقة بأننا ومهما تعددت الإجابات أمام هذا التساؤل سنظل في نظرة المتلقي من أكثر من يجب أن يطولهم العقاب.
ـ زوايا نحشو سطورها. المهم نكتب وصفحات نرمي بداخلها كلمات هي من الإنشاء وإليه فيما المعنى في الحرف أن يكون النادي المفضل أولا ولا يهمنا بعد ذلك إن كان المنتخب حاضرا فيما تبقى من المطروح المكتوب أم لا.
ـ إلى متى والنادي يسبق في أهميته المنتخب وإلى متى ونحن نكرر أخطاء من سبقونا ويا ترى هل الخلل في عواطفنا أم أن هذا الخلل نتيجة لجمهور غايته الأولية أن يسير أقلامنا كيفما يشاء لا كيفما يشاء المنطق.
ـ أدلة وثوابت كفل التاريخ حفظها فلماذا لا نستوعبها أو بالأحرى لماذا لا نجعلها طريق العودة إلى حيث المكان الصحيح.
ـ الإعلام شريك في النجاح وشراكته في هذا النجاح وسيلة الدعم عبر الكلمة لا عبر وسيلة التجاهل التي تمسكت بها أناملنا فغاب من لا يستحق الغياب وحضر من هو جدير بأن لا يحضر.
ـ طبيعي أن يكون لنا عاطفة وبديهي أن يكون لنا انتمائية نفاخر بها لكن ما ليس بالطبيعي أن يبقى المنتخب دائما على هامش ما نكتبه أو نتناول الحديث عنه أو نهتم بتحليله ومناقشته.
ـ جميعنا مدان ولا أعتقد أن هناك من يمكن تبرئة ساحته من هذا الخطأ ولأننا جميعا مدانون فالمطلب اليوم هو تعديل الفهم القاصر بآخر يسوده الوعي وتحيطه المسؤولية، والمسؤولية في هذا الإطار هي تلك التي تجعلنا أكثر قربا لا بعدا من هذا الأخضر الحبيب الذي مثلما نحتاج لأن يفرح أنظارنا هو كذلك في أمس الحاجة لأقلام تهتم بدعمه وتحرص على مساندته وتقوم بواجبها المهني على أكمل وجه.
ـ بالأمس استمعت لأكثر من قارئ وهو يسأل عن المنتخب وأين مكانه في حروف وعبارات ما يكتبه الإعلام ومع أن السؤال بسيط المعنى إلا أنني تحايلت عليه مثلما يتحايل النمر على فريسته خوفا من أن الإدانة، إدانة واجهة هي مني وأنا منها.
ـ وعلى طريقة هذا التساؤل الذي وصل هناك المزيد وحتى لا نخسر على الأقل مصداقية ما نكتبه عبر أوراقنا علينا أن نفكر بالمنتخب أو بشيء أوضح علينا أن نفكر قبل أن ندون ومتى ما حاولنا في التفكير المسبق الهادئ عندها سنعود إلى القارئ أكثر قبولا لأننا قدمنا للصالح العام بما فيه المنتخب ما قد يكون طريقا يؤدي إلى النجاح.. وسلامتكم.