اللاعب الأجنبي ضحية الجمهور
الحكم على اللاعب الأجنبي لمجرد مباراة ودية فيه نوع من القسوة بل إن أصحاب هذا الحكم لن يجدوا بين صفوفنا من يقبلهم طالما أن أحكامهم هذه نتيجة عاطفة لا نتيجة منطق.
ـ في كل عام نخطئ ومع كل مرحلة تمر نكرر نفس الخطأ وفي الأخير نحن مع هواة الحكم المتعجل نكتشف بأننا مفلسون حتى في توقعاتنا وتصورات عواطفنا الجياشة.
ـ لماذا نحكم بالنجاح أو بالإخفاق لمجرد تجربة عابرة؟ وهل تسعون دقيقة تمثل البداية كافية لاكتمال الشروط الأساسية في تقييم لاعب الكرة؟
ـ أسأل هذه الأسئلة بعدما سمعت البارحة من داخل أركان الأهلي من يقول (قودوين) مقلب وهاريسون حتى وإن نجح فنجاحه محدود.
ـ أستغرب جداً من هؤلاء الذين أصدروا أحكامهم على المحترفين في الأهلي في الوقت الذي نعلم فيه بأن اللاعب يحتاج لأكثر من تجربة حتى نتعرف على إمكانياته وحتى يدخل بالفعل لا بالقول في مرحلة الانسجام التام مع بقية أفراد الفريق.
ـ ولم يتوقف الحكم بالنجاح والفشل على حدود ما يحدث في الأهلي بل امتد إلى أن وصل حدود تلك الفرق التي تعاملت مع الأجانب بنفس المعيار فيما الذين أصدروا أحكامهم لم نجد بين منطقهم دليل واحد يمكن الاعتماد عليه أو القبول به كمعيار تقييم فكلما حدث مجرد صوت فيه من العبث ما قد يكون سبباً مباشراً في تكبيد هذه الأندية الكثير من الخسائر وعندما أقول الخسائر ففي قناعتي بأن دور الجمهور مهم ومؤثر وإن كان من خلال الصوت.
ـ بالأمس القريب أسماء حكمنا عليها بالفشل لكنها تألقت وعانقت بالمستويات العالية قمة النجومية والعكس أيضاً فهناك أكثر من اسم قلنا على طريقة العاطفيين بأنهم من الأساطير الكروية فسرعان ما غادروا وفي معيتهم كامل الفشل.
ـ العملية عملية تحديد نجاح المحترف من فشله لها وسائل وشروط ومتى ما اقتنعنا بذلك فمن الممكن أن يكون الحكم سليماً ومنصفاً.
ـ فالفرصة وإتاحتها مع توفير المتطلبات المعنية بنفسيات اللاعب المحترف مع دور المدرب وتعاون الفريق بكامل عناصره جميعها قد تعطينا صورة واضحة عن أي محترف قادم أما البقاء في دائرة ضيقة كتلك التي تجعلنا نصدر الأحكام من خلال مباراة ودية أو تجربة إعدادية مبكرة فهو دليل على قصور النظرة وقصور التفكير وقصور التقييم المثالي أيضاً.
ـ أتذكر سيرجيو وأتذكر جيداً بدايته مع الأهلي فالكل أجمع على فشله لكن هذا البرازيلي رد على أحكامنا بمستويات خاصة أوجدت له مكاناً مرموقاً في قائمة من وصلوا إلى مياديننا وهذا دليل واحد وهناك أكثر من دليل لو فكرت في كشف ما فيه من التفاصيل لقدمت الإدانة لقلمي قبل أن أقدمها لهؤلاء الذين أصدروا أحكامهم هكذا لمجرد أن يكون لهم في طيات الحدث حضور.
ـ عموماً دعونا نمنح الفرصة ودعونا نسقط من أوراقنا وعقولنا الإصرار على الأحكام المتعجلة بحق الأجانب ومتى ما قبلنا الدعوة جميعاً حينها قد ينجح قودوين ويتألق ويلمسون ويبدع حديد وتظهر قائمة الأندية حاملة ما يبشر مستقبلها بحضور أسماء يتوازى دور عطاءاتها الفنية مع حجم ما يقدم لها من الملايين.. وسلامتكم.