مارفيك "يتحدى" الواقع المرير
منذ الْيَوْمَ الأول الذي تعاقد فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب الهولندي "مارفيك"، وحتى يومنا هذا، نلاحظ في كل جولة من جولات المنافسات الكروية التي يخوضها منتخبنا الوطني، وتحديد قبل بداية أي بطولة دولية رسمية، سواء على مستوى البطولات الآسيوية أو على مستوى المراحل المؤهلة لبطولة كأس العالم التي ستقام في روسيا العام المقبل بإذن الله، يكثر"الجدل" الإعلامي حول فكر ومنهجية هذا المدرب القدير، وذلك في عدة جوانب تثير "قلقاً" شديدًا عند أصحاب الكلمة من محللين ونقاد بداية من الآلية "الغريبة" التي تم التعاقد بها معه، وانتهاءً باختياراته لأسماء اللاعبين.
في كل جولة من هذه الجولات يخرج مارفيك "منتصراً" على الإعلام بانتصارات لا تخص فحسب نتائج المنتخب "المبهرة" في معظمها، إنما تدخل هذه الانتصارات في جوانب فنية وإدارية تثير علامات استفهام وتعجب، تجاه من حملوا راية النقد والتحليل الفني ممن لهم باع طويل في مجال الكلمة والعمل الصحفي، أو من نجوم كرة مشهورين، ينتسبوا لـ"العهد الذهبي" للكرة السعودية.
لو تعمقنا في هذا الجدل ومعارك خسرها الإعلام الرياضي، بعيدًا عن أهدافه التي من دون أدنى شك تنشد مصلحة الأخضر؛ لوجدنا أن علاقة مارفيك مع لاعبي المنتخب مبنية على رؤية فنية "بحتة" تكونت لديه عن الكرة السعودية عبر تقارير وصلته من مساعديه، تفيد كما أظن أنه لا يمكن الاعتماد على واقع مرير تعيشه الأندية السعودية في أسلوب وطريقة تعاملها مع اللاعب السعودي، وما تقدمه فرقها في المنافسات المحلية أو الخارجية ونظام احتراف "فاشل"، إنما بناءً على نظرة تعتمد على محاكاة لاعب "موهوب" يحتاج إلى توجيه وإلى من يغرس "الثقة" فيه، ويتعامل معه وفق جوانب "نفسية"، لا تخلو من العمل "الجاد" في فترة معينة تجعل كل لاعب "يحس" بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، "مقدراً في نفس الوقت "ثقة" مدرب تتطلب منهم عدم خذلانه ودعم معركة لهم دور كبير في كسب جولاتها، وهذا ما هو "ملموس" واقعاً حقيقيًّا حتى وقتنا الحاضر، من خلال تشكيلة منتخب ثابتة لم يجر المدرب عليها تغييرات إلا طفيفة جدًّا، على الرغم من كل "الانتقادات" التي توجه لفكره "المتصلب" من وجهة نظر منتقديه.
- في المقابل لو تعمقنا في أسباب هذا الجدل الإعلامي وعلاقته الواضحة من خلال ما ينشر ويطرح، عبر "اختلاف" فكري، لوجدنا أن هؤلاء المحللين والنقاد يبنون آراءهم وفق معطيات دوري المحترفين وبطولتي كأس ولي العهد وكأس الملك، و"متغيرات" تطالب المدرب بضرورة أن يتفاعل معها حسب مستويات لاعبين يَرَوْن أنهم يعدون هم "أفضل" من اختياراته، في حين أنه يرفض رفضاً قاطعاً التخلي عن "قناعات" تخص واقعًا مريرًا تعيشه الأندية السعودية ونظام احتراف فاشل يرغب من اللاعب السعودي الإعلام الرياضي أن" ينفصلوا" تمامًا عن "مؤثراته" حتى لا ينعكس تأثيره السلبي على المنتخب السعودي.
- هذه وجهة نظر كاتب وناقد كان وما زال"مؤيدًا" لفكر مدرب "نجح" في تغيير صورة منتخبنا الوطني وتحقيق إنجازات أعادت لعشاق الأخضر "الأمل"، والذي أصبح قبل مواجهتين "مصيريتين" أمام الإمارات واليابان "قاب قوسين أو أدنى" من بلوغ الحلم "العالمي".