هل تتنازل قطر عن "حلم" تنظيم كأس العالم؟!
تنازلت دولة قطر بمحض إرادة حكامها ونظامها الخائن الغدار، عن كل المبادئ الإنسانية والقيم الدينية لكافة الأديان السماوية، من خلال فكر متطرف إرهابي تتعامل به كسياسة تنتهجها داعمة وممولة له بكل ما تملك وتستطيع توفيره من المال والسلاح، وإعلام ضال ومضلل ساهم وشارك في نشر وتشجيع هذا الفكر الإرهابي، بما فيه من إثارة الفتن وحروب ظالمة، سفكت وأراقت الدماء البريئة، وهذا ما اعترف به نصًّا ولفظًا وزير خارجيتها ضمناً في تصريح صحفي تناقلته وتداولته كافة وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، وهو اعتراف يمثل "حقيقة" لا مجال بأي حال من الأحوال لنكرانها أو التنصل منها، بعدما أصبحت كل الشواهد وأدلة الإدانة متوفرة ومنظورة تلفزيونيًا، ولم تعد "حبيسة" الأدراج والمكاتب، كشفت وفضحت سياسة دولة لها مع الاٍرهاب بكل أنواعه جذور عميقة عمرها الزمني أكثر من "20" سنة.
ـ هذا التنازل "المذل" لكرامة ومكانة دولة، لا يعني أنها سوف تتنازل عن"حلم" من أحلامها الكبيرة بتنظيم نهائيات بطولة كأس العالم 2022 الذي كلفها من المال والتضحيات الشيء الكثير؛ فلا أظنها بعد أن خاضت معركة صعبة من "المستحيل" أن تكسبها، في الوقت الذي لم يكن أحد في العالم يتوقع مجرد توقع أن دولة صغيرة بحجم قطر تسطيع أن تحقق ذلك الانتصار الكاسح، وبهذا الحجم الكبير الذي حققته وتفوز في مشهد "مذهل" بتنظيم هذا المحفل العالمي، الذي لن "يتكرر" مرة أخرى مهما "حاولت" أن أصبحت دولة "منبوذة"، إن أصرت على نفس مواقفها المتعندة والمتناقضة وتقدم تنازلات حقيقية تقر وتعترف بأخطائها، وتبدأ ـ قولاً وفعلاً ـ صفحة جديدة مع جيرانها دول الخليج وشقيقاتها الدول العربية.
ـ تنازلت دولة قطر بمحض إرادة قيادة مريضة متخلفة عن علاقتها بجيرانها وشقيقاتها بدول خليجية وعربية، دون أي تقدير لروابط الدم والعقيدة والمصير الواحد، التي من المفترض أن تحافظ عليها، وبمواثيق تعهدت بالالتزام بها، إلا أنها للأسف الشديد قدمت من خلال سياستها المتسلطة "العدوانية" المتعجرفة صورة سيئة جدًّا غير "مشرفة" للخليج وللعالم العربي والإسلامي عامة، لدولة فقدت شرف الكلمة وسقطت في وحل الخيانة والغدر والإرهاب، وتخلت تمامًا عن عروبتها وعن خليج واحد، كان شعبها يفخر بوحدته مع أشقائه وأصالة معدن أبنائه وشهامة ونبل حكامه، ليأتي الشيخان حمد وتميم، ويقدمان صورة معاكسة "صادمة" للبعيد والقريب، عبر مواقف مخزية وتنازلات مؤلمة جدًّا ومخجلة، تخدم أعداء الأمتين الإسلامية والعربية، وتعزز في الخفاء لدولة المجوس الإيرانية تحقيق كل أحقادها وأطماعها، وكل سبل العداء المتربص شرًّا بدول الخليج في حرب بـ"الوكالة"، تقوم بها، تستهدف أمنها واستقرارها، وهي تعلم علم اليقين ذلك جيدًا.
ـ كل هذه التنازلات التي أقدمت عليها قطر، لن تسمح لها كدولة صغيرة جدًّا في هذا الكون، مساحتها في خريطة العالم "أقل من شبر"، أن تتخلى وتتنازل عن إنجاز عالمي عجزت عن بلوغه دول كبرى و"عظمى" الظفر به، وتحقيق أمنية تتصارع وتبذل الغالي والرخيص، وتستخدم كل نفوذها من أجل نيل شرف إقامة هذه البطولة على أرضها؛ فنهائيات كأس العالم بها تمثل لقطر حلمًا وإنجازًا لن تقبل بالتنازل عنهما، وإن كان ذلك يضعها في حالة تحدٍّ مع "نفس أمارة بالسوء"، تقودها بعدما أصبحت في موقف ـ لا تحسد عليه ـ من "السوء والذل"، يفرض عليها مرغمة، التنازل عن كل مواقفها وسياستها العدوانية السابقة، حيث إنني أرى من وجهة نظر شخصية، أن حكام قطر ليس أمامهم خيارات إلا خيارًا واحدًا وهو "الموافقة" بالتزام قطر بالعيش بسلمٍ وسلام وأمان مع جيرانها وأشقائها، دون التدخل في شؤونها الداخلية والخارجية، وإن "ماطلت" قليلاً، فحتمًا أنها سترضخ من أجل "عيون" كأس العالم، وليس من أجل عيون الخليج والعالمين العربي والإسلامي، مع أن نسبة تحقيق هذا الحلم والإنجاز باتت "ضعيفة" جدًّا؛ فالسمعة "الحسنة" التي كانت عليها وبنتها الدوحة لم تعد اليوم "متوفرة"؛ فدولة ترعى الاٍرهاب وتموله لا يمكن أن تكون أرضًا آمنة تستضيف مثل هذا الحدث العالمي، ولا أظن الدول التي منحتها صوتها ستبقى على نفس مواقفها السابقة، إلا إذا كانت قطر بالفعل قدمت مبادرات "صادقة"، تدل على حسن نواياها بالعودة للحضن الخليجي والعربي، واضعة يديها في أيادي جيرانها وأشقائها، موفرة كل إمكاناتها لمحاربة الاٍرهاب والفكر المتطرف، الذي كانت تعاني منه على مدى أكثر من عقدين، وهذا ما نأمل أن نراه اليوم قبل الغد على أرض الواقع وحيّز التنفيذ بلا أي مراوغة وتحايل، وإلا بات ذلك الحلم مجرد "أضغاث أحلام" والله أعلم.