كوبري "الهدهد" وفوبيا الخوف
أشهد شهادة للتاريخ ليس فيها أي نوع من "المداهنة" والتجمل بأن الزميل العزيز أحمد الفهيد الذي يكتب في هذه الصحيفة يعد من الأقلام الشابة التي أثبتت وجودها في الصحافة في فترة زمنية قصيرة، وبات لها حيز كبير من المعجبين، ولا أنكر في نفس الوقت أنني من أشد المعجبين بـ"كاريزمته" كإعلامي "متزن" لفت نظري من بداية ظهوره المرئي، ولكن كما يقولون "الزين ما يكمل".
ـ هذه الشخصية الجميلة والمحبوبة جداً جداً فاجأتني قبل أيام، بل إنها في الحقيقة صدمتني صدمة كبيرة بعد اطلاعي على مقال نشر لها هنا عنوانه "يريدون منا أن نخاف "اسكتوا""، ولعل مصدر صدمتي ليس في الرأي الذي كتبه وسطره قلمه، إنما في حالة "الخوف" والارتباك الذي كان واضحاً فيما "بين السطور" في المضمون العام للنص ومساحة كبيرة منه، وذلك عندما استخدم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت "كوبري" حول قرارات اتخذها اتحاد كرة تتعلق بقرار السماح للأندية بالتعاقد مع ستة لاعبين أجانب بدلاً من أربعة.
ـ الكوبري الذي أتقن في تصميمه "المهندس البارع " الذكي" أحمد الفهيد كان له أكثر من غاية وهدف، طبق فيه المثل القائل "اضرب عصفورين بحجر واحد"، العصفور الأول هو "النيل" من عادل عزت وذلك لأسباب لها علاقة بترسبات" تتعلق بفوزه في انتخابات كان "الهدهد" واحدا من بين أهم ركائز من قادوا حملة منافس معروف في هذه الانتخابات، هذا الفوز الذي يعد "فشلاً" ذريعاً له وللمرشح "الخاسر" وبالتالي أصبح هذا الفشل أشبه ما يكون بـ"عقدة" من أي فوز أو نصر يحققه المرشح "المنتصر" مما شكل لدية "فوبيا" خوف من أي نجاح يتحقق للاتحاد الجديد المنتخب ورئيسه، وهذا الاستنتاج ليس من بنات أفكاري إنما مبني على دليل متوفر في مقالين نشرا للكاتب حيث برزت كلمة "الخوف" بشكل واضح من خلال "تكرارها" ومسيطرة على فكره في كلا "الرأيين" اللذين كتبهما، ففي مقاله الأول المعنون بـ"التشكيل والتأجيل ثم القرار والفرار" ثم في مقاله الأخير المشار إليه أعلاه لنلاحظ أن كلمة الخوف في كلا النصين ذكرها "8" مرات وهو لا يعلم عن ذلك إلا أنها من الناحية "السيكولوجية" لها مدلولاتها عند علماء النفس.
ـ أما العصفور الثاني فقد كان بمثابة فرصة ثمينة لانتقاد توجه للقيادة السياسة والاقتصادية في بلادنا حينما كشف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عن رؤيته الاقتصادية الرياضية في رؤية "2030" وهي معلومة ليست بجديدة لا عليه ولا على غيره فاستخدم ما تحدث به رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بخصوص زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 6 "كوبري" لمهاجمة صاحب الفكرة تحت غطاء "النقد" بأسلوب ذكي متطابق مع المثل "الكلام لك واسمعي يا جارة"، ولعل ما يؤكد "خوفه" من انتقاد صاحب الفكرة أنه في المقال السابق الذي كتبه تحت "قصتان قصيرتان" لم يتطرق إليه لا من قريب ولا بعيد حيث غابت "جرأة" الكاتب والشواهد التي استند عليها فيما يخص قبول القيادة للنقد، ولو أمعن جيدا في هذا التوجه الذي طرحه رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية لوجد أن العامل الرئيسي أن أنديتنا مقبلة على مشروع "التخصيص" في القريب العاجل ويجب أن تتوفر لها بيئة نقية من "الاستثمار"، وسوف أبدي رأيي في قرار الزيادة في مقال لاحق.
ـ نصيحة أخيرة لـ"الهدهد" الذي لم يوفق في مقاله الأخير، بأن "يشيل من رأسه" عادل عزت مهما كان عدم رضاه عن نتائج الانتخابات التي أهلته لمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، فإن لم يفعل فإن عقدة "الفشل" سوف تطارده في كل مقالاته وأحاديثه و"فوبيا" الخوف لن يتخلص من مؤثراتها النفسية والمعنوية، مع كل الحب والتقدير لشخصك الكريم.