2017-03-28 | 04:25 مقالات

هواجس صحفي قلق في ليلة مباراة

مشاركة الخبر      

هواجس داهمت رأسي وأقلقتني حتى في منامي، واخترقت مشاعري مع قرب مواجهة منتخبنا الوطني أمام منتخب العراق، حاولت أتجاهلها، أتناسى تمامًا مسبباتها الوهمية أو الحقيقية، التي من الطبيعي جدًّا كان لها تأثيرها القوي المؤلم على ذاكرة أصيبت آنذاك بالدهشة والحيرة والذهول وخيبة أمل تجاه موقف الاتحاد العراقي لكرة القدم، حينما اختار الملاعب الإيرانية أرضًا كبديل لدولة تعاني من الحرب وعليها حظر دولي، يمنع بقرار من أعلى سلطة كروية "فيفا" إقامة مباريات على أراضيها، في الوقت الذي يعلم رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم مستوى العلاقات الدبلوماسية السيئة بين السعودية وإيران، وما وصلت إليه من توتر، حيث أخذت صفة "العداء" كنتيجة معروفة للعالم، بسبب الدور "العدائي" الخبيث الذي تقوم به الدولة "المجوسية" في دول الخليج والعالم العربي، فكيف لدولة عربية كالعراق لها مكانة خاصة في قلب كل مواطن سعودي وخليجي بصفة عامة، تقدم على مثل هذه الخطوة التصادمية عبر اختيار خاطئ جدًّا، وقعت فيه وغير مبرر إطلاقاً في أهدافه ونواياه.. هذا إن ركزنا فقط على مستوى التنافس الرياضي الشريف، فما بالكم إذا نظرنا للعلاقة الصلبة التي كانت تربط البلدين وشعبين عربيين ومسلمين.

 

ـ هذه الهواجس بما تحمل من مشاعر غاضبة، لا يمكن لي ولجماهير الكرة السعودية، ولا لاعبي الأخضر أن تبقى اليوم القلوب مشحونة ضد لاعبي المنتخب العراقي، بناءً على نظرة ناقمة تأثرت بما طرح ويطرح في وسائل الإعلام من تراشق، إنما يقيني أن الكل سيدرك تمامًا أن ما يخص السياسة يترك للسياسة وعالمها المتقلب، ونفس الشيء فيما يخص الرياضة في جمال ومتعة متابعتها وتشجيعها، يترك للرياضة ومتنفساتها المثيرة، ولن يكون التعامل بأي حال من الأحوال بالمثل، وهذا ما ظهر واضحًا في مراسم استقبال بعثة المنتخب العراقي من كرم الضيافة، الذي آمل أن تكتمل ملامحه هذا المساء، عبر كرم حاتمي من الأخضر السعودي، وكم وافر من الأهداف تتخم وتهز شباك منتخب أبناء الرافدين، لا تقل عن ثلاثة أهداف، وهذا أمر وارد إن لعب لاعبو الأخضر بروح قتالية واستشعروا المسؤولية تجاه وطن وتظاهرة عالمية، لم يتبق من الاقتراب منها إلا خطوتان، بدءًا من مواجهة الليلة لنصل للقمة ولروسيا وكأس عالم يذكرنا كسعوديين وعرق بالمحفل العالمي الأمريكي عام 1994، وكيف تمكن السعوديون عن طريق ماجد عبدالله وزملائه الأبطال في أول حضور مونديالي لهم من إبهار العالم بأجمعه، والأمل أن يتكرر نفس المشهد عام 2018.

 

ـ كما أنني على يقين تام بأن لاعبي المنتخب العراقي يدركون تمامًا أن السعوديين يتمنون اليوم قبل الغد انتهاء معاناة الشعب العراقي ويعود الأمن والسلام لوطن غال دمره وأضعفه الطاغية صدام والاستعمار، وأن لقاء اليوم الذي يقام على نبتة أرض سعودية لا يلغي حق المنتخب العراقي في مواصلة طموح يتحقق لهم من خلال أخضر، إذا سمح لهم مدربه ولاعبوه بذلك، فهو حق مشروع إن استطاعوا بلوغه، فهذه هي كرة القدم ومنافساتها الشريفة، غالب ومغلوب. 

 

ـ عمومًا نأمل أن تسود الروح الرياضة بإذن الله لقاء الأشقاء هذا المساء، ونستمتع بكرة عربية سعودية عراقية، تعيد لأذهان الجماهير قاطبة التي ستملأ ملعب الجوهرة، أو من ستشاهد المباراة من خلف الشاشة، أو عبر "السوشل ميديا" أجمل وأفضل اللقاءات الكروية، التي أقيمت بين المنتخبين.

 

ـ بعض الزملاء الإعلاميين عبروا عن غضبهم واستيائهم الشديد، حينما ذكرت ببرنامج الحصاد الرياضي عقب فوز الأخضر على تايلاند، أن المدرب مارفيك ما زال هو والكابتن تيسير الجاسم وزملاؤه اللاعبون يواصلون هزيمة إعلامنا الرياضي، وذلك من منظور مرتبط بما كان يطرح من آراء نقدية واجهت مدربًا يدرب المنتخب عن بعد، واتحاد عيد، هذه هي الحقيقة وما زلت مصرًّا عليها مع احترامي لكل الآراء المختلفة معي والمخالفة، متمنيًا مواصلة الأخضر تألقه هذا المساء وفي كل المباريات المتبقية له في هذه التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم التي ستقام في روسيا عام 2018، ويستمر مارفيك واللاعبون في هزيمة الإعلام الذي بدأ الآن يغير من لهجته رافعاً الراية البيضاء.