2017-01-03 | 04:32 مقالات

رئيس اتحاد أم مدير تنفيذي؟

مشاركة الخبر      

مثلما كنت صادقا في مقال سابق، حينما أعلنت موقفي الصريح الداعم للدكتور عادل عزت قبل أن يبدأ حملته الانتخابية قبل أشهر، إثر اطلاعي على برنامجه الانتخابي عبر برنامج أكش يا دوري، "متفائلا" بفكر شاب قادر على إيجاد نقلة نوعية متميزة في مسيرة الكرة السعودية، سأكون اليوم أيضا "شفافا" إلى أبعد الحدود معه، بعدما تم انتخابه رئيسا للاتحاد السعودي لكرة القدم خلال انتخابات، أستطيع القول بأنها كانت "نزيهة" من خلال مشهد منقول تلفزيونياً، كان في شكله ومظهره العام "حضاريا" بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

 

ـ هذه "الشفافية" التي سأنطلق منها في هذا الهمس، مبنية على شخصية لمسنا فكرها وعملها عن طريق المسؤولية المناطة بها عبر شركة عبداللطيف جميل، وهي شركة ربحية لا تدار بعمل عشوائي وارتجالية، إنما فكر موثوق في قدراته ونجاحاته، وإن كانت مسؤوليته اليوم لها وضع مختلف تماما، وآلية مؤسسة رياضية لا تقارن بأي حال من الأحوال بالطريقة التي تدار بها الشركات الخاصة، هذا الاختلاف الجذري سيكشف لنا شخصية عادل عزت كمفكر قيادي ومسؤول بصرف النظر عن المنصب والموقع.

 

ـ قبل أن ينتخب وقبل عرض برنامجه الانتخابي، هناك من شكك في قدرته القيادية وإنه سيكون "تابعاً" لرئيس اللجنة الأولمبية الأمير عبدالله بن مساعد، هذا "التشكيك" من اليوم الأول لترشيحه وإلى اليوم الذي تنتهي ولايته سيظل "اتهاماً" يلاحقه ويطارده، وهو أمر "مسلم" به عبر قناعات ليس همها مصلحة كرة القدم السعودية وأنديتها ومنتخباتها إنما "تصفية حسابات" لها علاقة بانتماءات أندية وتكتلات تحاول إسقاطه، قد ينجحوا في تحقيق أهدافهم إذا مكنهم من ذلك عبر"شواهد" مخالفة تماما لبرنامجه الانتخابي، وتطبيق لم يتحول من الورق إلى أرض الواقع عمليا ولو ملامح بسيطة منه خلال "100" يوم بعد انتخابه، وهي مدة تزيد بقليل عن الثلاثة أشهر التي حددها الرئيس الجديد للاتحاد السعودي لكرة القدم للحكم عليه، حسبما صرح بذلك في معظم وسائل الإعلام أثناء حملته الانتخابية. 

 

ـ المؤسسة الرياضية التي يتولى إدارتها على مستوى كرة القدم مرتبطة بمجلس إدارة، هذا المجلس هل سيدار هو الآخر أيضا وبالتالي يصبح الرئيس "مديراً تنفيذياً" يُطاع من قبل أعضاء المجلس، ملبيا لفكر تديره اللجنة الأولمبية مثله مثل مجالس الاتحادات الأخرى كما يشاع، أم أنه سيكون "مستقلاً" بشخصية مجلس "متماسك" ورئيساً قيادياً يقبل الرأي والرأي الآخر متفهماً جدا لعلاقة يجب أن تكون منسجمة مع مرحلة تتطلب منه "المرونة" مع اللجنة الأولمبية، الذي ارتضت أن يصبح ممثلها في هذه الانتخابات دون "تدخلات" لا تتوافق مع تطلعات وثقة من منحوه أصواتهم من أعضاء الجمعية العمومية، ومن أيدوه ودعموه بناء على سمعة وخبرة، تأملوا فيه الخير والنجاح ونقلة مختلفة في طريقة أداء وعطاء الاتحاد السعودي لكرة القدم لا تقارن بسابقاتها، ممنهجة ببرنامج انتخابي فيه من الالتزام الذي يفرض عليه "الوفاء" بتفيذه ولو بنسبة 80%. 

 

ـ لا يهمني ما يشاع، ولا ألقي بالا لاتهامات تعودنا عليها في مجتمعنا الرياضي، ولا أظن عادل عزت هو الآخر سيهتم بها إذا علم تماما "أن النجاح" الذي سيحققه سوف ينسب له على مستوى قدراته القيادية، ومجلس إدارة وفق في اختيار أعضائه، ونفس الشيء لـ"فشل" سوف ينسب له خاصة لو كان يقوم بمهام عمل "مدير تنفيذي" بمعنى رئيس "صوري"، فهو يضر نفسه كسمعة، ويضر أعضاء مجلس إدارته ويضر أكثر اللجنة الأولمبية إن كانت سببا في فشله.

 

ـ بوادر"النجاح" لاتحاد عزت التي قادتني لتفاؤل وتدعوني اليوم إلى التفاؤل أكثر، تلك التي ظهرت في اليوم الذي أقيمت فيه مراسم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، حينما "امتنعت" اللجنة الأولمبية عن منح ممثلها "خمسة" أصوات يحق لها أن تدعم بها نظاميا، قد تكون خطة "ذكية" لها أبعاد تكشف قدرات عزت في إقناع أعضاء الجمعية ببرنامجه الانتخابي، أو تكشف حجم "الانسجام والتلاحم" الذي سيكون بين الاتحاد الجديد واللجنة الأولمبية والهيئة الرياضية عموما.. والله أعلم.