2016-12-13 | 03:28 مقالات

الشباب والنصر بين المادتين"51 و57"

مشاركة الخبر      

لم أجد تفسيراً منطقياً للقضية القائمة حالياً بين إدارتي ناديي الشباب والنصر إلا أن أحدهما يرغب في ممارسة أسلوب "غير نظامي" لأهداف خارج المستطيل الأخضر و"لحاجة في نفس يعقوب"، وهذه الحاجة لابد من وجود "مبرر" قوي أدى إلى البحث عن وسيلة لتحقيقها، فالشباب هو صاحب القضية وأول من نبشها من خلال تحدٍ صارخ قام به أحد منسوبي نادي النصر لأنظمة الاحتراف المعمول بها محليا ودوليا حينما قام هذا المسؤول النصراوي بإجراء مفاوضات مع لاعب نادي الشباب الجزائري جمال بن العمري عقب نهاية مباراة الفريقين التي أقيمت مساء يوم الجمعة الماضي وهو مرتبط بعقد مع ناديه، في حين أن إدارة نادي النصر نفت نفياً قاطعاً عبر بيان صادر منها هذه الواقعة شكلاً ومضمونًا وتوعد كلا الناديين بتقديم شكوى للجهات المعنية بحثاً عن "الحقيقة" التي تحفظ لكل طرف حقه حسبما تنص عليه اللوائح والأنظمة.


ـ بالعقل لا يوجد سبب مقنع يجعل الإدارة الشبابية تتحرش بالإدارة النصراوية بما يؤثر على "العلاقة" الجيدة بينهما فتقوم بتبني ادعاء لاعب وهي تعلم أنه غير صادق لولا أنها "تأكدت" من صحة أقواله لمعرفتها بـ"عواقب" أي افتراء قد يضعها هي واللاعب تحت طائلة "عقوبة"من الغباء جدا تقبل بأن تطبق لمجرد فكر "تخريبي" مبني على أهواء شخصية وبالتالي فإن ظهور مسؤول الاحتراف بنادي الشباب عبر وسيلة إعلامية والإعلان عن هذا "الاختراق" النصراوي لم يأتِ عبثاً خاصة وأن الموضوع لم يقف عند هذا الحد إنما تصاعد إلى شكوى رسمية تعتمد على "مخالفة" صريحة لنظام الاحتراف المادة رقم "5ـ1ـ51" ونصها "التفاوض مع أحد اللاعبين أو التصريح بالتفاوض أو التعاقد خلافاً لأحكام اللائحة" وكذلك المادة رقم "6ـ1ـ51" ونصها" تحريض اللاعب على الإخلال بعقده مع ناديه.


ـ في المقابل نجد أن إدارة نادي النصر أفصحت مع نفيها لهذه الواقعة عن تقديم شكوى للجهة المعنية وهي لجنة الاحتراف بما يعني أنها على "يقين" تام بأنه لم يُقدم أي مسؤول نصراوي بالتفاوض أو تحريض بما يعطيها الحق في حالة عدم تقديم مسؤول الاحتراف بنادي الشباب ما يوثق صحة ادعاء اللاعب حسب المادة رقم "2ـ2ـ57" ونصها"تضمين الشكوى الوقائع والمستندات المؤيدة للشكوى" بتطبيق عقوبة وفق ما تراه لجنة الاحتراف لعدم وجود نص في أنظمتها.


ـ من جهتي لا أستطيع تبني أي موقف، سواء "مع أو ضد" حيث لا يمكن إصدار حكم لعدم الاستماع لأقوال كلا الطرفين، فقد يكون اللاعب الجزائري صادق في ادعائه بالتفاوض أو التحريض أو أن ما قام به المسؤول النصراوي تساؤلات بحثاً عن مدة العقد وقيمته، وفي كلتا الحالتين الحقيقة سوف تظهر عبر نتائج التحقيق التي ستتم مع اللاعب والمسؤول النصراوي "المتهم" لمعرفة من "الصادق والكاذب" منهما، ولا أستبعد حدوث "سوء فهم" ناتج عن اختلاف بين اللهجتين السعودية والجزائرية، أقول ربما.


ـ عموماً نحن أمام قضية أوراقها موضوعة أمام لجنة الاحتراف تدعو إلى "الحيرة"، ولكن لابد من وجود حالات"مماثلة" حدثت ليس على المستوى المحلي فأعتقد أنها الحالة الأولى التي تحدث بين الأندية السعودية، إنما حدثت في دول أخرى وأحسب أن مقدم برنامج "في المرمى" الزميل بتال القوس هذا المساء كعادته سيجد في هاتين الشكوتين مادة "دسمة" لتقديم فقرة "مشوقة" ومفيدة فيها من "المقارنة" التي تضع المشاهد أمام القرار الأقرب إلى اتخاذه من قبل الجهة المختصة، ثم الإجراءات النظامية التي اتبعت واتخذت حيال هذه القضية والعقوبات التي تم تطبيقها على أحد الطرفين.