عادل عزت والحرب الغبية
عادل عزت المرشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، لم تكن تربطني به أي علاقة أو معرفة، بقدر ما أن شركة عبداللطيف جميل كانت هي "المعرف" لهذه الشخصية الشابة "المهذبة" جدا، من خلال "جوائز" تقدم لنجوم الدوري السعودي في نهاية الموسم عن طريق إحدى الصحف الرياضية، ومؤتمرات صحفية توجه لي الدعوة لحضورها، فكنت "معجبا" بالتنظيم الذي يسبق هذه المؤتمرات والبرنامج المرتب بدقة عالية والمُعد بـ"الثانية" أثناء إقامتها.
هذه بطاقة "التعريف" الأولى التي كونت عندي "انطباعا" جيدا عن "كفاءة" سعودية، قدمت نفسها كـ"مسوق" إعلاني دعائي لشركة "سيارات" علاقتها بالرياضة نشاطاً ومسابقات انطلقت عبر سباق "الراليات"، ودعمها القوي للمواطن السعودي "عبدالله باخشب"، لتقتحم ميدان الكرة في خطوة مدروسة كنّا نعتقد أنها "مغامرة" مصيرها الفشل.
أما البطاقة الثانية التي جعلتني في حالة من "التأمل" ثم بعد ذلك "الانبهار"، عندما أصبحت شركة عبداللطيف جميل هي الراعي الرسمي للدوري السعودي، فكان "عزت" بفكره المتفتح والمنفتح نحو عالم جديد يدعونا إلى رحلة "إبداع" ممتعة نغوص في أعماقها الفنية والرياضية والإعلامية، لنكتشف أن المواطن السعودي طاقة لا تقل عن أي طاقة أجنبية "مبدعة"، من الممكن أن "تتفوق" بدرجة امتياز متى ما وفرت لها الإمكانات ووجدت الدعم والتشجيع، فهي قادرة على المشاركة في سباق التطور"العالمي" تقنيا وفي بقية المجالات، فشاهدنا الدوري السعودي من خلال"جميل" ليس جميلا على مستوى العمل الفني أداءً وإخراجا فحسب، إنما ارتدى حلة" مختلفة" تماما عن رعاة سابقين للدوري السعودي، كانت حلتهم وهدفهم المكسب "المادي" فقط دون اهتمام بذائقة جمهور هو" رأس المال" المحفز للإقبال والاستمتاع بمباريات أقوى دوري عربي سواء بالمدرجات أو خلف شاشات التلفزيون.
نسيت عزت وحصرت اهتمامي بجميل ودوري جميل، وإذا بي أراه ضيفا في برنامج "اكشن يا دوري"، لم يكن محللا أو ناقدا أو مروجا لبضاعة "ورق" باتت هي مصدر رزقه، إنما رأيته يقدم لي وللجمهور المشاهد بطاقته "الثالثة" كمرشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهنا بدأت تظهر لي ملامح فكر أكد لي أن حاسة "الإعجاب" به لم تأت من فراغ، فبرنامجه الانتخابي الذي قدمه على الشاشة لم يكن مطبوعا على ورق وسردا كلاميا يجلب الملل، إنما منسجم مع عالم "البزنس" الحديث.. الأرقام تتكلم والصورة تخاطب المستقبل.
قلت محدثا نفسي حينها هذا " نموذج" مشرف لفكر شاب سعودي لديه طموح بأن يصبح "رئيسا" لاتحاد كرة القدم، فهل يا ترى الأيام المقبلة" حبلى" بنماذج أخرى مشرفة لا تعيدنا إلى الخلف سنوات إنما إلى الأمام بفكر متطور حديث يقفز بالكرة السعودية إلى آفاق تحولها إلى "صناعة" حقيقية مثل الدول المتقدمة كرويا.
تقدم المرشح الثاني سلمان المالك ولن أضعه في مقارنة مع عزت ولن أدخل في معركة حرب "غبية" وأنا لم اطلع على برنامجه الانتخابي كما فعل كثير من "إعلام" بات محسوباً على "المالك" لأصواتهم وأقلامهم يحارب "عزت"، تحت غطاء المقصود به رئيس الهيئة العامة للرياضة دون اهتمام بالفكر الذي ينطلق منه كل مرشح، ولهذا فإن المقارنة بين الاثنين أراها غير "متكافئة" لفوارق فضحتها حرب غبية يقودها إعلام "ملوث" بورق صحافة تسمى بالصحافة "الصفراء" الفاقدة للذوق العام ولذرة بسيطة من"الحياة" والأدب.
للحديث بقية إن لم يظهر أحمد عيد للمشهد الرياضي مرة أخرى عبر تمثيلية نجح باقتدار وتميز في إخراجها على مستوى شخوصها وأبطالها والوقت الزمني الذي لعب عليه واستغرقته.