2016-11-11 | 04:38 مقالات

لله درك يا أبا عبدالرحمن

مشاركة الخبر      

ما أحلانا ويا فرحتنا وفرحة كل أهالينا وقرايبنا وأصحابنا عندما نرى أو نسمع زلة لإنسان وبالذات من مسؤول كبير "ياويله ياظلام ليله" في عالم تويتر نحتفي به احتفاء يليق باسمه ولقبه وبمركزه ومنصبه ننصب له هاشتاق، نعمل من الحبة قبة حتى نخرب بيته على طريقة المصريين أو نجيب أجله .
ـ البعض من الفرحين والشامتين أو حتى التعبانين من فئة"الغلابة"قد يكون عندهم حق بسبب حجم معاناتهم ومصيبتهم وحالات نكد وفساد لخبطت حياتهم فتجده مثل الغريق يتعلق بقشة فتراه يضرب في الفاضي والمليان وهذا النوع يعتبر في علم النفس حالة من" التنفيس"يطلق عليها"فضفضة"وهو مصطلح قادم لنا من مصر ام بقولهم "فضفض ياعم دنيا ماتسواش" وعند اللبنانيين يعرفونه بمصطلح "فش خلقك" أما نحن السعوديين فنقول"ندر يلي في قلبك".
ـ قبل أيام وعلى إثر اعلان نتائج لجنة توثيق البطولات أقيم مؤتمر صحفي قال فيه رئيس الهيئة العامة للرياضة الامير عبدالله بن مساعد لأحد الصحفيين "موشغلك" لتثور في حينها ثائرة الغضبانين والمتربصين تأثرا بردة فعل غير متوقعة من"أمير"فكانت فرصة لا تقدر بثمن عند "الحبايب" والحبايب هم الدين كانوا ينتظرون زلة اللسان هذه والأمير عبدالله بن مساعد أعطاهم ما يتمنون على طبق من ذهب، ولسان حالهم يقول "انت جيت ولا الله جابك" لتنطلق حملة وسم "موشغلك" ليتحول تويتر الى معارض وحراج وبرنامج" مواهب مولعة" ليجد الأمير نفسه في "ورطة" لسان عبر كلمتين "عملت عمايلها" وهناك من يريد ان يحولها الى قضية "رأي عام" وبالتالي الاصطياد في الماء العكر املا في "إسقاط" رئيس الهيئة لتأتي حكمة "الشجاعة" والاعتراف بالخطأ فلم يكابر الامير عبدالله بن مساعد ومع اول ظهور له قدم اعتذاره وقال بصريح العبارة بما فيها معناه " لم أوفق في ذلك الرد وانا آسف ومن حق كل إعلامي يقول رأيه ومن صميم شغله يسأل".
ـ قمة التواضع قمة الأدب قمة الشجاعة، هكذا هم "الكبار" فقد استطاع بكلمة "آسف"ان يخمد نارا هناك من كان يرغب في زيادة فتيلها "ويشعللها" مستخدما أسلوب المصريين" ولعها ولعها"وهو بهذا الاعتذار الذي لم ينقص من مكانته ومقامه شيئا حيث كسب القلوب وتعاطف الكثير ممن كانوا ضده.
ـ إنه موقف جدير بِنَا أن "نحتفي به" اكثر من احتفائنا بزلة لسان ونعتبره نموذجا يقتدى به ونطلق هاشتاق في تويتر "لله درك يا أبا عبدالرحمن" لنشجع وندعم مثل هذه المواقف ولغة "التسامح" فيما بيننا ولنتذكر القول المأثور"كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون"ونتذكر العبارة الشهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب "اصابت امرأة وأخطأ عمر".
ـ أخيرًا وليس أخَّراً ،،شكرًا من الاعماق ايها الامير الشجاع.شكرا وعلى الرغم من اعتذارك واعترافك بالخطأ الا ان هناك من أخطأوا في حقك ولم يملكوا نفس"شجاعتك"ودماثة خلقك، انت كبرت وهم بقوا في حجمهم الطبيعي "صغارا" فلله درك يا أبا عبدالرحمن ورحم الله والدك واحسن مثواه وكثر من أمثالك أميرا وانسانا يصيب ويخطئ كأي إنسان من أبناء البشر ولعل استقبالك للدكتور عبداللطيف بخاري في نفس يوم اعتذارك دلالة فيها رسالة تدعو الى "التسامح" في مجتمع رياضي بات "يغلي" غلبانا يبحث عن الثأر والانتقام ونشر الفوضى.