مدرب ولاعب الشوط الثاني
عشر نقاط بالتمام والكمال حققها المنتخب السعودي ليكسب الصدارة بجدارة واستحقاق على مجموعته في التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم، هل نكتفي بهذه الحقيقة الرقمية ونقول للأخضر ألف مبروك، أم هناك أيضا "كماً" آخر من الحقائق التي تستحق منا التوقف عندها لنهتم بها وتسليط الضوء عليها ضمن تقييمنا لشخصية مدرب منذ توليه مسؤولية التدريب ثم ما قدمه من عمل مؤخرا وأداء لاعبين في أربع مباريات من خمس وبقيت مباراة واحدة أمام اليابان يختتم بعدها النسور الخُضر مشوار الدور الأول؟
ـ الإجابة على هذا السؤال المهم بالنسبة لي أنظر لها من زاوية تخص فكر مدرب قال عنه إعلامنا الرياضي"نُون وما يسطرون"، كنوع من الاحتجاج الذي يحمل في طياته اعتراض أراه "منطقياً" بناءً على نظرية حديثة في علم التدريب وعالم التعاقدات لم نسمع بها من قبل سمحت لـ"مارفيك" بممارسة عمله كمدرب "عن بعد" فكانت نتيجة هذه النظرية الجديدة "النجاح" حتى الآن وبنسبة عالية فاقت توقعات كل من انتقدوه بشدة وهاجموا الاتحاد السعودي لكرة القدم بقبوله هذا" الشرط" والسكوت عليه.
ـ أعود إلى فكر هذا المدرب بعيدا عن تلك النظرية وقريبا من منهجية طبقها واعتمد عليها في كافة المباريات لعبها الأخضر في معظم مواجهات التصفيات الأولية وأكدها في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، فقد ظهر لنا ولكل المتابعين أن الشوط" الثاني"هو شوط " الحسم" الذي يؤسس عليه إستراتيجية النهاية" السعيدة" التي يريدها لمنتخب يعرف إمكانات لاعبيه وحريص بأن يلعب على "المضمون" الذي يحقق له "المراد" عبر لاعب اعتبره الورقة "الرابحة" الذي بمجرد دخوله في الشوط الثاني تنتهي كل سواليف الشوط الأول وكل الحكايات لتبدأ حكاية قصة قصيرة بطلها الأول نجم كبير اسمه فهد القاتل، عفواً، فهد المولد.
ـ نعم فهد المولد هو اللاعب الوحيد الذي يطمئن له ويضمن من خلاله ترجمة طريقة لعب تنتهي بهدف سواء عن طريق ركلة جزاء أو"قول صاروخ على الطائر"، لو تابعتم مستوى أداء الأخضر في الأربع مباريات باستثناء مواجهته أمام المنتخب الأسترالي لوجدتم أن مارفيك غير"معترف" بمهاجمين يمكنه الاعتماد عليهم في مثل هذه المنافسات ولعل اختياره لمهاجمين يلعبون "احتياط" في أنديتهم فيه تأكيد على عدم "اعترافه" بهم، كما أن مشاركة اللاعب ناصر الشمراني في مباراة الإمارات من بداية الشوط الأول بعد تألقه في مباراة أستراليا بتسجيل هدف "دليل" يعزز هذه القناعة ناهيكم عن عقلية مدرب عنده الشوط الأول "أي كلام" يمارس من خلاله فن "إرهاق" الفريق المنافس باستنزاف جهد لاعبيه ليأتي الشوط الثاني رافعا شعار "ياويلك ويا ظلام ليلك فهد المولد جاءكم"، وهذا ما لمسناه في مواجهات ثلاث كانت أمام تايلاند والعراق والإمارات.
ـ فترة التوقف لهذه التصفيات والتي تمتد لشهر بعدها سيعود منتخبنا لمواجهة المنتخب الياباني على أرضه وبين جمهوره يجب أن يقابلها اندماجا مع فكر مارفيك المدرب "الداهية" فكر إداري على مستوى اتحاد القدم إصدار قرار بأن تكون بداية المعسكر الإعدادي قبل أسبوعين من إقامة المباراة، والسبب يرجع لحالة "الانسجام" التي ظهر بها اللاعبون والمستوى"التصاعدي" في أداء الفريق كمجموعة واحدة متكاملة في مباراة، ولهذا أرى منتخبنا أمام المنتخب الياباني هي "الأهم" من كل المباريات الماضية، بما ينبغي توفير كل الأجواء المناسبة للفوز ومواصلة الصدارة، فهل يتجاوب اتحاد القدم مع هذا "المقترح" وتتجاوب الأندية في تنفيذه لما فيه مصلحة منتخب وطن؟ أرجو ذلك.