2009-12-16 | 18:00 مقالات

الجني الأزرق

مشاركة الخبر      

كنا ونحن أطفال وإلى يومنا هذا نسمع مجرد سمع عن (الجني الأزرق) الذي ظل على مدى مراحل عمرنا ولجميع الأجيال مصدر (رعب)، وأحيانا أداة (تخويف) وترهيب كشبح مخيف جدا نخشى مشاهدته فجأة دون سابق إنذار أو حتى تخيل شكله أو منظره.
ـ ربما كان موروثاً ثقافياً تناقلناه من الآباء والأجداد كناية لصفة تعبر عنها شخصية (الجني الأزرق) لعمل خرافي مربك لنا تعجز عقولنا عن استيعاب ما يقوم به وقبوله، لدرجة تجعلنا في ردة فعل تلقائية نستجير ونستعيذ من شره ظنا منا أنه أحد فصائل الجن المؤذية.
ـ اليوم ومن خلال نادي الهلال تحديدا شاهدنا عن كثب بعيون مجردة (الجني الأزرق) على حقيقته بـ(شحمه ولحمه)، ظهر لمتفرجي الكرة وعشاقها بكل ما فيها من إثارة وإبداع ومتعة في هيئة لاعب ونجم كبير بصراحة مطلقة (ماله حل)، وأحسب بدون مبالغة أن ملاعبنا السعودية لن تشهد مثله (قرنا)، وإذا كان هناك لاعب بالفعل يستاهل لقب (لاعب القرن) على مستوى ناديه فهو هذا اللاعب، وهو أهل لارتداء الفانلة رقم (9)، وأحسن الكابتن القدير سابقا (سامي الجابر) في اختياره له كنموذج للاعب الشامل المتكامل من جميع النواحي فكريا وبدنيا ومهاريا وفنيا، ومن النادر جدا توفر هذا التكوين المثالي في لاعب مثله.
ـ ولي هامسون اللاعب الأجنبي في فريق نادي الهلال تنطبق عليه مواصفات (الجني الأزرق) وهو اللقب المناسب جدا الذي من الممكن أن يطلق عليه، فقد كنت معجبا به منذ تعاقد معه الهلال، ويعد من وجهة نظري الشخصية من أفضل و(أميز) الصفقات التي وفق فيها الزعيم على الإطلاق، والقيمة المادية (الخيالية) كما صورها البعض التي دفعت في سبيل كسب خدماته (حلال) عليه و(حلال) العمولة لمن كان له الفضل في إنهاء إجراءات التعاقد معه.
ـ إعجابي بهذا النجم الكبير زاد أكثر في هذا الموسم، وقد تستعجبون عندما أطرح سؤالي التالي: هل سمعتم عن إنسان وشاهدتم لاعبا يحمل (رئات ثلاث؟)، إنه ويلي هامسون، اثنان منها نلمسها عبر شوطي المباراة ويستخدم الثالثة كـ(احتياط) متى ما احتاج إليها كقوة إضافية.
ـ أعتقد أن (ولي) يملك ذلك، ويدهشك وهو يحرث الملعب حرثا بالطول والعرض، يلعب في كافة المراكز على نفس واحد طيلة زمن المباراة ماعدا الحراسة، رافعا شعار (ممنوع التعب)، لا تعرف من أين له هذه الطاقة الخارقة عبر لياقة بدنية (غير طبيعية) يصعب على أي مدرب مراقبته والحد من خطورته فهو جن الهلال الأزرق.
ـ بالمختصر الشديد إنه (ظاهرة) كروية تستحق التأمل ودراسة برنامجه اليومي ونظامه اليومي.
ـ ليتعلم منه اللاعب السعودي ويتأثر به الجيل القادم.