الاتحاد سفير (العدالة) كرويا
يبدو لي أن المثل الانجليزي القائل (العدالة ثمينة ولهذا تكلف غاليا) كان هو الشعار الذي تمسك به (نمور) الوطن قبل وبعد وصولهم لليابان وأثناء مواجهتهم لفريق (ناجويا) على أرضه وبين جماهيره، ليؤكدوا عبر فوز حققوه بالأمس بجدارة ومستوى راق جدا قدموه، أنهم خير (سفير) يمثل الصورة المشرفة لـ(عدالة) كرة القدم والنموذج الأفضل القادر على نشرها آسيويا.
ـ لهذه العدالة من وجهة نظر شخصية أكثر من وجه وصورة لا تخص نادي الاتحاد في محاولة إثبات وجودها وذلك من خلال عرض فني ممتع جدا شاهده الملايين، إنما رغبة في إيصال رسالة صادقة للعالم أجمع حول المستوى (الحقيقي) الذي وصلت إليه الكرة السعودية، فإن أخفقت منتخباتها الوطنية فتلك لعمري ماهي إلا الوجه الآخر لما تمارسه كرة القدم من (ظلم) إذا لم تجد من يتحداه ويتصدى له وفق مقومات أنظمة وقوانين لها علاقة بلعبة أصبحت علما تدرس بكل مافيها من إمتاع وإبداع.
ـ لست بذلك الذي يملك صلاحية منح الجوائز والألقاب إلا أن ما رأيته يعبر عن إصرار شديد للدفاع عن سمعة الوطن كرويا وعما يتمتع به اللاعب السعودي من إمكانيات متى ما تم توظيفها جيدا فباستطاعته إبراز قدراته ونجوميته دوليا وعالميا.
ـ شاهدت نور وزملاءه النمور في فرحة وطن يسطرون برؤية تمثل أسمى قيم العدالة من خلال (تقديرهم) وامتنانهم لـ (دعم) القيادة الرياضية لهم عبر مواقف رجولية، حيث كانوا عند حسن (الظن) بهم مقدمين في نفس الوقت أدلة (قاطعة) لمفهوم منظومة شاملة انسجمت وتفاعلت مع جهد إداري وفكر مدرب أرجنتيني وجد فيهم ما (ينصف) عمله ويقدر إمكانياته التدريبية.
ـ عدالة أخرى تجلت في (الروح الرياضية) من مدرب صربي سعدنا بها وفرحنا لها كثيرا وهو (يصفق) بحرارة لهدف سينمائي سجل في مرمى فريقه فرض عليه أن يكون هو أول (المهنئين) به ومدعما لـ(عدالة) كرة تقدر الأفضل والمتعة الكروية.
ـ حتى جماهير (الحوت القاتل) كانت هي الأخرى تساند (عدالة) الاتحاد حينما شاهدنا كيف كانت تشجع فريقها وهو مهزوم، حيث (عقدت) زميلنا المعلق (فارس عوض) في مشهد غريب عليه هو شخصيا، أما بالنسبة لي فهو منظر مكرر رأيته بأم عيني في كوريا الجنوبية وهم يحتفلون بـ(خماسية) الاتحاد ويباركون للفائز تحقيق البطولة.
ـ وللعدالة بقية بإذن الله تعالى وتوفيقه في اليوم (السابع) من الشهر المقبل، حيث إن لهذا اليوم تحديدا قصة سأذكر تفاصيلها عقب نهاية المباراة وانتصار مهم ينتظر الكرة السعودية.