2009-10-26 | 18:00 مقالات

حكمتك يا رب

مشاركة الخبر      

حينما تستعرض أحياناً بعض الأحداث والمواقف وتتأمل جيدا مواعيد اختيار القدر لتوقيت ظهورها فإنك تستعجب كثيرا لدرجة تصل بك إلى مرحلة من (الذهول والدهشة) وأنت تحاول البحث في مشاهد حاضرة أمامك بكل شخوصها عن الفوارق بينها وبين أسماء أخرى كان لها تواجد بعدما لعبت نفس الدور ومارست التوجه ذاته لغاية سامية وهدف نبيل.
ـ حتما لن تجد تفسيرا لهذه (المفارقات) العجيبة والتي تدخل (الزمن) في اختلاف أنماطها وأدواتها سوى أنك تخاطب هذا القدر وأنت تقول لابد أن هناك حكمة (إلاهية) شكلت هذه (المتغيرات) وإن تجاهلنا مسبباتها الحقيقية إلا أن فيها من (العبر) التي تفرض علينا عدم إهمالها والتوقف عندها طويلا بعيدا عن غرور شيطان أخرس.
ـ عفوا إن مالت حروفي في مقال هذا اليوم في اتجاه (فلسفي) وغاصت كلماتي في أعماق صورة واقع إنسان (متقلب) الأطوار في فكره وقناعاته ومجتمع (متحول) بطبيعته نحو شتات أهواء مرتبطة بأوضاع مادية ومصالح شخصية ونفوذ وجاه ليس باستطاعته التحكم فيها وإن حاول فلربما ينزلق وينخرط في أجواء لا تتفق مع بيئته ومبادئه.
ـ تساءلت وأنا أبحر بقلمي في أعماق مشاهد لم تفارق عيني لحظة واحدة عن بعد المسافة والفارق الزمني بين إنجاز (اتحادي) سعودي تحقق في عام 2005م وإنجاز منتظر بلوغه في عامنا هذا 2009م وما الفارق بين المرحلتين من حيث الاهتمام والدعم الرسمي والشعبي؟
ـ بودي أن أجيب على هذا السؤال وأنا الذي أملك الرد ولكن فضلت ترك مهمة الجواب لقارئ حصيف يتمتع بخيال خصب من غير اللائق ممارسة سطوتي على فكره وأحرمه من نعمة العقل والتفكير لأسوقه إلى الاتجاه الذي أريده لأصبح مثل ذلك الذي رأى (طخته) في المرآة ليقول سبحان الله (هذا أنا).
ـ حجم المسؤولية لها أبعاد مختلفة في هذه المرحلة وأعتقد أن الكثير يتفق معي بأن الاتحاد في هذا التوقيت على وجه الخصوص هو (الوحيد) الذي يمثل الكرة السعودية في المحفل القاري و(المدافع) الأول والأخير عن سمعتها ولهذا ليس غريباً إن لاحظنا هذا التلاحم الوطني بكل أشكاله وألوانه وبالذات على مستوى قيادتنا الرياضية ـ حفظها الله ـ المدركة تماما حجم وأهمية هذه المرحلة بما يتطلب منها لمسة صادقة عبر تقديم كافة أوجه الدعم المعنوي والمادي لنادي الوطن (الاتحاد) ورئيسه (طبيب القلوب).
ـ لن أضيف أكثر فحسبي أنني متفائل هذا اليوم جدا فتباشير موسم (خماسية) التأهل لكأس العالم أراها كأنها أمامي تداعب ذاكرتي بكل أحداثها وشخوصها وإن اختلفت (الأماكن) والأرقام والزمن إلا أنه (العميد)، (تتحطم) كل الفوارق عندما يكون في مهمة وطنية لتحقيق إنجاز (عالمي) فإن اختلفت الصورة إلا أن (البرواز) لم ولن يتغير وما أعظم حكمتك يا رب.