2009-10-07 | 18:00 مقالات

كلام كبير و(مؤلم) جدا

مشاركة الخبر      

في الأسبوعين الماضيين اطلعت على آراء من اختلفوا معي في الرأي أو مع غيري في طروحات مرتبطة بكورة مدورة، وفي الوقت الذي كنت أتوقع منهم بأن يكونوا على مستوى (ثقافة) الاختلاف دون حرمانهم من حقهم بأن يتفقوا معي فإذا بهم للأسف الشديد يجنحون إلى مسلك خرجوا به عن (أدب) الحوار ومقارعة الرأي بالرأي الآخر باللجوء إلى أسلوب الاصطياد في الماء العكر وكلام (كبير) وأيضا مؤلم جدا استخدامهم لغة خطاب تحريضي يتنافى مع مبادئ الإعلام الصادق النقي.
ـ لاشك أننا كمجتمع سعودي نشعر بافتخار أن مساحة سقف حرية الرأي ارتفعت عما كانت عليه في السابق ذلك أننا حاليا في مرحلة (انتقالية) مختلفة تماما فرضتها متغيرات لها علاقة بتحولات اجتماعية وعلمية وسياسية وإعلامية أثرت في تركيبة الإنسان السعودي ناهيكم عن اندماجه بمجتمعات أخرى وإعلام خارجي لا نستطيع أن نتحكم فيه ولا يمكن أن نكون خارج منظومة قفزات سريعة جدا بكثير من المجالات تشهد تطورا مذهلا بدعم من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين.
ـ إن هذه (الحقيقة) المعروفة لدى الجميع رغم إدراك هؤلاء الذين أختلف معهم أو يختلفون معي في الرأي لها إلا أنهم يحاولون (استغباء) المتلقي والمسؤول بكلمات منمقة كان لها وقعها وتأثيرها في زمن كنا إذا قرأنا لكاتب ما عبارة (في فمي ماء) اعتبرناها جرأة صحفية وإن انتقد بعض الأمور الدينية نقول (يارب استر).
ـ لكل عصر مرحلة تستدعي ضرورة مسايرة ظروف متغيراتها بعقلانية وبخطوات تدرجية كانت قيادتنا الحكيمة حريصة على عدم الاستعجال وكان البعض من أفراد الشعب والمفكرين غير مستوعبين لبعد نظر هذه القيادة لدولة لها خصوصيتها وأجواء ثقافية واجتماعية محصورة في ذاتها.
ـ بما أننا كإعلاميين أصبحنا اليوم نلمس فروقات مراحل انتهت مع مرحلة جديدة شدتنا إعجابا بها وتفاعلنا مع معطياتها بروح (وطنية) غرزت فينا طموحا سبق أن نادينا به فأرجو استثمار فرصة هذه المرحلة بفكر (واعي) وأنا هنا أقصد الصحافة والتلفزيون .
ـ صحيح أن الحرية سلاح ذو حدين وأخطره الذي تجهل استخدامه أو يوقعك في الخطأ أو المحظور ولهذا يجب على زملاء الحرف والمهنة أن يدركوا أن لكل واحد منهم حسناته وهفواته فلا يكونوا دعاة للتضخيم والتهويل والتأنيب لأسباب تشوه صورة الجميع وتعود بإعلامنا الرياضي خطوات إلى الوراء في الوقت الذي تخطو بلادنا خطوات تطويرية تحاول أن تسبق الزمن للارتقاء بالمواطن السعودي والنهوض بهذا الوطن ليواصل مسيرة إنجازاته في كل المجالات وفي جميع المحافل.