البلوي الصغير يغادر كبيرا
في الوقت الذي بدأ نادي الاتحاد يقدم للساحة الرياضية كوادر (متخصصة) في عدة مجالات مختلفة فرحنا بها وسعدنا أكثر بأن شبابا سعوديا (متعلما) قادرا على دخول معركة التحدي من (الصفر) ويقبل بالتدرج (الوظيفي) دون أي حساسية أو تضجر تفاجأنا بالأمس بخبر استقالة المشرف على فريق كرة القدم (حامد البلوي) الذي اكتسب خبرة إدارية لا يستهان بها بعدما عمل إداريا لمدة أربع سنوات وسنتين مديرا للكرة ثم مشرفا حيث أزعجني هذا النبأ ليس لأن نادي الاتحاد على مستوى فريقه الكروي يمر حاليا بمرحلة (صعبة) في مسيرته ولديه استحقاقات مهمة قاريا إنما لأنه فقد خدمات شخصية رياضية ما كان من المفروض (التفريط) فيها مهما كانت مبرراته وظروفه.
ـ أنا هنا لا أحابي أو أجامل حامد البلوي والذي إن وجهت له لوما شديدا على هذه الخطوة بحكم أنها جاءت في توقيت سيئ للغاية وذلك لعدة اعتبارات أشرت لبعض منها آنفا والبعض الآخر قد يعتبر أنه موقف (تضامني) مع عضو الشرف منصور البلوي الذي أعلن في الأسبوع الماضي ابتعاده عن مهمة الإشراف على الفريق الكروي المشارك آسيويا في التصفيات النهائية لهذه البطولة.
ـ أكاد أدرك المطب الصعب والحرج الذي وقع فيه البلوي (حامد) والذي جعله بين خيارين الأول الاستمرار والقبول بأي (اتهامات) قد توجه له في حالة حدوث أي مشاكل بين اللاعبين أو في الفريق أو ـ لا سمح الله ـ تعرض (نادي الوطن) إلى إخفاقات محلية أو خارجية حيث سيكون هو في وجه المدفع.
ـ كنت أتمنى من رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي القيام بدور فيه نوع من (الاحتواء) للحالة النفسية التي أجبرت حامد البلوي على الاستقالة مع تقديري للموقف الصعب جدا الذي يمر به (أبو نواف) وألتمس له (العذر) لأنه أيضا أمام عدة خيارات (أسهلها) عليه قبول الاستقالة حتى لا (يكافئ) ابنا (مخلصا) لناديه باتهامات تلغي وتنسف خدمات جليلة قدمها للاتحاد يستحق عليها (التكريم).
ـ إنني على يقين بأن حامد البلوي وإن ابتعد عن العمل الرسمي في نادي الاتحاد إلا أنه سيكون قريبا وغيورا على مصلحته ولن يبخل على ناديه بأي مشورة لمن سوف (يخلفه) ليأخذ هو الآخر فرصته في خدمة الكيان بنفس العطاء والتضحية وحب كبير لا نهاية له.