2009-09-11 | 18:00 مقالات

ألف 1000 مبروك

مشاركة الخبر      

الهدف القاتل للمنتخب البحريني لن يغيب عن ذاكرة السعوديين إنما أيضا قهر اللحظة وصدمة المفاجأة لابد أن كلمة (لو) سوف تتكرر على لسانهم ألف مرة عبر وضع سيناريوهات عديدة ينسجها خيالهم لمنع تسجيل ذلك الهدف.
ـ موقف الحسرة والندم يدعو إلى مثل هذه التخيلات المنسوبة إلى عالم (حلم اليقظة) وهي في الواقع تذكرني بفيلم شاهدته بالإسكندرية للممثل الكوميدي أحمد حلمي عنوانه (ألف مبروك) حيث أن محور القصة يتلخص في أن شاباً مقدماً على الزواج وقبل ليلة الفرح بليلة حلم حلما أشبه بالكابوس فقبل وصوله إلى مكان العرس رأى سيارة تريلا سوف تدعسه ثم يموت.
ـ هذا الشاب الذي انزعج من نهاية مؤلمة له تؤدي بحياته إلى الوفاة مارس كل ألوان التغيير واستخدم وسائل مختلفة متعددة وسيناريوهات لكيلا يصبح ذلك الحلم حقيقة والقضاء على كل المسببات والعراقيل التي تؤدي إلى موته.
ـ كل هذه التغييرات لم تكن في واقع حياته الطبيعية إنما وفقا لصراع مجموعة أحلام حاول مرارا وتكرارا وضع حد للنهاية المأساوية من خلال إجراء الكثير من التعديلات على سلوكه الشخصي والمقربين منه إلا أنه فشل وحتى في اليوم الذي ذهب إلى الفندق المقام فيه فرحه تأكد صحة حلمه بوفاته بعدما دهسته سيارة التريلا بما يدل أن المكتوب مكتوب ولن يستطيع أحد تغييره
ـ في تصوري أن كثيرا من المحللين والنقاد والجماهير بما في ذلك المسئولين لو حاولوا مثل محاولات الممثل أحمد حلمي في ذلك الفيلم لعلهم ينجحوا في إيجاد نهاية سعيدة لا تؤدي إلى ولوج ذلك الهدف القاتل فإنهم لن يستطيعوا تغيير (القدر) وصدق من قال (المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين)
ـ هناك من سيقول إن ياسر القحطاني كان سيئا وناصر الشمراني في الشوط الثاني كان نائما لو تم استبدالهما وكذلك الحال بالنسبة لمحمد نور الذي لعب في غير مركزه الأصلي حيث سوف يتوهون في عالم (الخيال) من أجل منع تسجيل الهدف (القاصم) ولكن الحلم (الجميل) الذي يتمنون تحقيقه لا يملكون القدرة على بلوغه، فالواقع الذي أمامهم يؤكد لهم أن الأخضر في (الباي باي).
ـ ربما تذهب بهم خيالاتهم إلى ما قبل الملحق وإلى ما بعد البطولة الآسيوية بعد خسارتنا من المنتخب العراقي وعندما تولى ناصر الجوهر مهمة الإشراف حيث يبدأون في تغيير المدرب بمزاجهم ويضعون اللاعبين المعجبين بهم والتشكيلة المناسبة والحكم الفلتة المحايد لعلهم يصلون إلى نهاية مختلفة وسارة تقضي على كابوس الهدف القاصم.
ـ خيالهم يزيد اتساعا في بحر أحلام وتكهنات لو أن ماجد عبدالله اعتزل في 9ـ9ـ2009 أو صدر قرار عقب نهائي كأس العالم 2006م بإجراء تغيير شامل، ومع ذلك فإن الواقع لن يتغير، فالهزيمة سوف تحدث بحكم أن ذلك مكتوب في علم الغيب، ولا راد لقضائه.
ـ أخيرا اسمحوا لي بقدر إيماني بالقدر، فذلك لن (يغير) من حالة (إحباط) رسخت عندي (هزيمة) نفسية لا أدري متى أفوق وأصحو منها.