القدسي وجائزة المجاملات
علاقة الزمالة والصداقة التي تربطني بالمعلق الرياضي (الفلتة) فارس عوض ربما تجعل شهادتي فيه مجروحة عندما أقول إن اللجنة المسؤولة أو المحكمة لجائزة الإعلامي الكبير الراحل (زاهد قدسي) ـ رحمه الله ـ قد جاملت زميله المعلق الإماراتي علي الكعبي وربما هناك من يوجه لشخصي نفس (الاتهام) الـذي يحصرني في خانة لا تليق بقلم يفترض أن يكون حياديا في طرحه.
ـ وهو اتهام فكرت فيه كثيرا إلا أن العلاقة الأسرية التي كانت تربطني بأستاذ المعلقين العرب وبما له أيضا من محبة كبيرة ثابتة لم تتغير عقب وفاته عندي وعند كل من عرفوه وتعاملوا معه كإعلامي حريص جدا على المبادئ والقيم هي أكبر بكثير من أن تدفعني إلى (مجاملة) فارس المعلقين الشباب في الخليج وفي العالم العربي (فارس عوض) وقناه أبوظبي التي لها هي الأخرى مكانة كبيرة في نفسي.
ـ احترامي وتقديري لجهود وتاريخ زاهد قدسي وإعجابي الشديد لابنه البار الصديق (إبراهيم) تمنعني من أن أكون منحازا لطرف على حساب طرف آخر مهما كانت طبيعة العلاقة القائمة بيننا ولهذا لابد لي من إبداء رأي صادق (يصب) في مصلحة هذه الجائزة وأهدافها و(منصفة) أيضا لمن يستحقها.
ـ من منطلق هذه الغاية النبيلة ليسمح لي أعضاء اللجنة المحترمين إذا عبرت عن أسفي الشديد بجائزة قيمة ذهبت ظلما لمعلق ليس هو بأي حال من الأحوال من يمنح لقب وجائزة أفضل معلق في الموسم الرياضي المنصرم.
ـ لو كانت هذه الجائزة مفتوحة لمعلقين لابد من تكريمهم مثل الجوائز التي حصل عليها سليمان الزايدي وعبد الوهاب صبان وفوزي خياط فلن أكون رافضا لها إن خصصت لزميلنا القدير علي الكعبي إنما سأبارك له وأهنئ اللجنة على لمسة التقدير التي أقدمت عليها في حقه وفي حق الأسماء المذكورة.
ـ بمنتهي الصدق والصراحة إن المعلق فارس عوض الذي كان من بين المرشحين لهذه الجائزة هو من يستحقها بلا جدال ولا منافس ولو تم إقامة استفتاء يشارك فيه مجموعة من النقاد والخبراء بالإضافة إلى جماهير الكرة لكان اختيارهم الفوري يصب في مصلحة هذا المعلق الذي كان هو الأفضل والأميز مع احترامي لبقيه زملائه ولن يستطيع أحد أن ينكر أنه سحب البساط من تحت كثير من المعلقين.
ـ عموماً ليسمح لي المنسوبون لهذه الجائزة وأعضاء اللجنة أن أقدم اعتذاري الشديد للمعلق فارس عوض وذلك نيابة عن زاهد قدسي (رحمه الله) الذي لو كان حاضرا اليوم لم يتردد لحظة في تسليمها له ولقال عبارته الشهيرة (شد حيلك) فدوام الحال من المحال واستطرد قائلا وهذا كلام أقوله لك ولغيرك وخليه دايما في بالك على طول.
ـ رحم الله أستاذنا الكبير زاهد قدسي الذي مازال حيا في قلوبنا وعقولنا بكلماته العطرة وروحه المتسامحة الطيبة.