نواف وصوت العقل
كنت في مقدمة ومن أوائل الذين اعترضوا على جوائز الشركة الراعية للدوري السعودي وقبل ذلك شركة اتصالات أخرى اختارت في الموسم المنصرم اللاعب النصراوي (سعد الحارثي) نجماً جماهيرياً وهو المبتعد عن ناديه ستة أشهر.
ـ لم يكن ذلك الاعتراض هو موقف ضد هذه الشركات التي تحتاج إلى دعم الصحافة لأي خطوات مباركة تقدم عليها أو تجاه الأندية ونجومها الحاصلين على تلك الجوائز، لا أقول إنهم لا يستحقونها إنما آلية الاختيار والاستفتاء كانت تفتقد للنظام الـ (منطقي) الذي يهتم بتطوير اللعبة ومستوى اللاعب حيث إن تركيز هذه الشركات منصب على الربح (المادي) من خلال إجراء (تصويت) يفقد هذه الجوائز قيمتها وكل من لهم علاقة بها.
ـ في برنامج (فوانيس) تمت مناقشة مردود ونظامية هذه الجوائز حيث كان هناك قسم كبير من ضيوف تلك الحلقة (مؤيدين) لرأيي (المعارض) مؤكدين بطريقة وأخرى أن نتائج الجولتين الأولى والثانية (فوضوية) وغلبت عليها (العاطفة) الجماهيرية سواء فيما يخص النادي أو اللاعب.
ـ وعلى اعتبار أن منطق (العقل) هو الذي عادة ما يظهر ويطفو على السطح جاءت مداخلة الأمير نواف بن فيصل في البرنامج ليس بصفته نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم فحسب إنما رئيساً لهيئة دوري المحترفين وهو (الغيور) على سمعة هيئة في سنتها (الثانية) ويخشى أن تؤثر بعض الاجتهادات على نسبة كبيرة من النجاحات التي حققتها في فترة زمنية قصيرة وقياسية جدا.
ـ لم يمارس الأمير الشاب (المحبوب) لهجة (التعالي) التي تحاول إلغاء (الآخر) أو سعى إلى فرض رأيه وبسط هيمنته بأي طريقة وبأي أسلوب إنما اعترف (نواف الأمل) بأن آلية الاختيار والاستفتاء تحتاج إلى إعادة تنظيم ذلك أنها لا تحقق الأهداف النبيلة المرجوة من إقامة مثل هذه الجوائز.
ـ لم يقتصر رئيس هيئة دوري المحترفين على تأييد الآراء (المعارضة) إنما استجاب (حفظه الله) لصوت (العقل) الذي طالب بضرورة تغيير نظام الجائزتين وفق معايير تهتم بآراء المفكرين والخبراء وتمنحهم نسبة أفضلية أكثر من جمهور لا يلام تؤثر عليه (عاطفته) وربما (مدفوع) له ليصوت مثله مثل الجمهور الذي يدفع له لشراء تذكرة ركوب (الباص) ودخول الملعب.
ـ تحية وألف شكر لصوت العقل الذي دائما ما يتحفنا بفكره النير جدا ووعي ثقافي ليس غريباً عليه، وأحيي فيه روحه (المتواضعة) جدا والتي تكشف سمة من سمات شخصيته عن مدى قربه وعلاقته بالإعلام وبـ(زملائه) الإعلاميين ـ حسب وصف دائما يردده ويكرره في أكثر من مداخلة ومناسبة.