فالصو وفالصو
كنت أتوقع وأحسب أن غيري يرون أن مباراة المنتخب السعودي أمام المنتخب الكوري الشمالي التي حرمتنا التأهل لنهائيات كأس العالم مباشرة وأحوجتنا إلى الدخول في حسابات غير مضمونة نتائجها في ملحق (الفرصة الأخيرة) أن تكون بمثابة (درس) قوي لمدرب المنتخب السعودي (بسيرو) لمعالجة أخطائه وكذلك إبراز مكانته التدريبية ليقدم لنا صورة جيدة عنه وعن فكره التدريبي بشكل يمنحنا حق الدفاع عنه حتى وإن لم يحالفه الحظ في تلك المباراة.
ـ ما شاهدناه في المباراة (الودية) أمام المنتخب العماني بمنتهى الأمانة لا يدعو إلى (الاطمئنان) ولا حتى إلى (بصيص) من الأمل والتفاؤل ولا أدري حقيقة ما (حكاية) هؤلاء المدربين الذين نراهم في بداية عملهم وأداء مهامهم على مستوى كبير من (الفهم) ومن الإقناع بأن الكرة السعودية وجدت (ضالتها) فيهم وسرعان ما يخيبون ظننا ويضعون الإعلام الذي صفق لهم وبارك للمسؤولين حسن اختيارهم في موقف حرج دائما.
ـ لابد أن هناك (مشكلة) حقيقية في هذه (التخبطات) التي تضع كل المهتمين بمسيرة المنتخب السعودي في (حيرة) من أمرهم وفي مقدمتهم القيادة الرياضية فمن غير المعقول بعد كل الدعم الذي وجده (بسيرو) معنويا وماديا نجد أننا أمام واقع مخيب للآمال، فليس هناك فرق بين منتخب (أنجوس) ولا منتخب (الجوهر) بل إن الوضع أسوأ مما كان عليه فالمدرب الذي اعتقدنا أن لديه شيئا من (الفراسة) اكتشفنا مؤخرا أنه مدرب (فالصو) فما شاهدناه في (صلالة) يعطي انطباعا أنه فريق تم تجميعه وليس منتخباً له سمعته الكروية وهيبته بين دول المنطقة على أقل تقدير.
ـ لا يكفي أن نمنح المدرب (الثقة) الكاملة لنظهر أمام الآخرين بأننا لا نتدخل في عمل المدرب فالجهاز الإداري لابد أن تكون له مسؤولياته إلا إذا وصل (المصيبيح) إلى مرحلة (الملل) بحكم الفترة الطويلة التي قضاها في إدارة المنتخب وبالتالي أصبح عمله (روتينياً) وماهي (فارقة) معاه أو أنه يتمتع بشخصية (قوية) جدا هي التي لها تأثيرها على المدربين ومنتخب (فالصو) بدأ يفقد هويته وكذلك يفقد المدربين هويتهم.
ـ في رأيي أن المشكلة لا تتوقف عند قدرات وإمكانات مدرب، هي أكبر من ذلك وأتمنى ممن يهمهم أمر المنتخب دراستها بعمق فوضع الأخضر لا يطمئن إطلاقاً ومخيف رغم قناعتي بأن هناك فرقاً بين المباريات الودية والمباريات الرسمية وكذلك قناعتي بأن المنتخب العماني أقوى بكثير من المنتخب البحريني.