2009-06-06 | 18:00 مقالات

الكاظمون الغيظ و(حضارة) مجتمع

مشاركة الخبر      

بالأمس تناول إمام وخطيب مسجد اللؤلؤة بجدة في خطبة الجمعة موضوعا أخلاقيا يهتم بسلوكيات الإنسان المسلم وفقا للتربية (المحمدية) التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وذلك من خلال توضيح فضل الحلم وكظم الغيظ في العلاقات الإنسانية، وتأثير (الغضب) في انتزاع حكمة (العقل) بما لذلك من عواقب تضر بالمجتمع سواء على مستوى الأسرة أو الأفراد و(تفكك) يؤدي إلى القطيعة وإلى أسوأ من ذلك.
ـ شدني حديث شريف استدل به إمام المسجد في خطبته وكأنني لأول مرة أسمعه في حياتي بقوله صلى الله عليه وسلم (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء).
ـ وحديث آخر حول صحابي طلب من رسول الله أن يوصيه فقال له (لا تغضب) ورددها عليه أكثر من مرة، ثم قال له عليه السلام (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب).
ـ ما دعاني إلى طرح موضوع هذه الخطبة حالات كثيرة مرت علي من خلال ما أطرحه هنا عبر هذا (الهمس) أو ما أشاهده في بعض الحوارات والتصريحات التلفزيونية، حيث من الملاحظ أن هناك من لا يتمالك أعصابه في لحظة (ضعفه) أمام موقف أو رأي (أغضبه) فيتحدث بلغة ذاتية الأنا، مستخدما ألفاظا سوقية وشتائم لا تليق بشخصه ولا بالمكان الذي يمثله، والشواهد كثيرة على كثير من (الانفلات) الذي حدث في هذا الموسم الرياضي.
ـ في نفس الوقت كانت أمامنا حالات أخرى تعكس مشهدا (حضاريا) لبعض الشخصيات الرياضية في أسلوب تعاملها مع المنافسات الكروية وردود أفعالها عقب الهزيمة وطريقة تفاعلها مع آراء وأحداث استفزازية تميزت بحكمة (الصمت) وبمنطق راق جدا عندما تتحدث وفي أسلوب رفضها لسلوك أو قرار.
ـ يأتي في مقدمة هذه الشخصيات الرياضية التي تبهرني إعجابا بأخلاقها الأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي والأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال والأخ الصديق منصور البلوي عضو شرف نادي الاتحاد ورئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري ورئيس نادي الاتحاد بالنيابة رأفت التركي ولن أنسى أيضا المهندس جمال أبوعمارة فهو أيضا كان نموذجا للرئيس المثالي رائعا ورئيس نادي النصر سابقا الأمير فيصل بن عبدالرحمن ورئيس نادي الشباب خالد البلطان ورئيس نادي الأهلي عبدالعزيز العنقري.
ـ كل هذه الأسماء التي ذكرتها وغيرها نالت محبة الجماهير والإعلام الرياضي لأنها لم تنسَق وراء انفعالاتها وأهوائها، فكانت في كثير من الأحداث وما يصدر من قرارات (تكظم غيظها) بالصمت أو بابتسامة أو كلمة تأسر القلوب تؤكد من خلالها قدرتها على امتصاص (الغضب) بما تتمتع به من فكر (حضاري) في أسلوب طرح أرائها وقبولها للحوار دون أن تسيء لأحد.. وللحديث بقية في وقت آخر لإفرازات موسم ساخن.