حزنتوني
لم تعد التراجيديا الدرامية المتغلغلة دموعا وأحزانا تستهويني لمتابعتها بعدما أصبحت المسلسلات (التركية والكويتية) تقدم بشكل مكثف في القنوات العربية والفضائية وتعاد مرات ومرات في الشهر الواحد، ولكن في الأيام القليلة الماضية لا أنكر أنني كنت متابعا لمسلسل (أحزنني) كثيرا لدرجة البكاء الذي وصل إلى مرحلة أزعجت من حولي وجيراني وهم يسمعون صوتي ( وأنا أبكي وأعيط) على طريقة الممثل القدير عادل إمام.
ـ هذا المسلسل من الممكن وصفه بالكوميديا (السوداء) في بعض أجزائه والذي لم تظهر حلقاته على الشاشة الصغيرة إنما على صفحات الجرائد عبر (نواح) قطع قلبي ألما وحزنا لتلك الأقلام الزرقاء والموالية لها وهي تعبر عن غضبها وسخطها الشديدين تجاه (لجنة الانضباط) بسبب (الظلم) الفادح الذي يتعرض له الفريق (الهلالي) رافضة سكوتها وتجاهلها لحالات تجعل من (الصخر ينطق) والطفل الرضيع يغزو (الشيب) شعر رأسه.
ـ قمة (المأساة) الدرامية اطلعت عليها عبر حروف قدمت لنا الوجه الآخر لمفهوم المهنية الإعلامية ومعنى (الحيادية) المطلقة من خلال (صحوة) ظهرت فجأة نتيجة صدمة (عنيفة) ،فقرأنا قائمة طويلة من (ويلات) الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها لجنة الانضباط الغائبة عن مسؤولياتها والنائمة في سبات عميق لما تتعرض له الأندية من ظلم تحكيمي و (خطورة) تهدد مستقبل اللاعبين النجوم.
ـ مساكين (والله) هذه النوعية من الكتاب الذين تعاطفت معهم كثيرا لأنني وجدت لديهم أن موهبة (المحاماة) تطغى كثيرا على موهبتهم الصحفية و(حرام) أن يأتي هذا (الاكتشاف) متأخراً جدا، فحملت (الهلال) مسؤولية ذلك لأنه لم يتعرض لـ(الظلم) أربعين عاما وفي سنة واحدة (انفجروا) المساكين.
ـ تضحكوا على مين .. لهذه الدرجة من الغباء (تستخفوا) بعقلية القارئ والمسؤول (فينكم من زمان؟) عن أكواع و أكواع الشريدة وتفاريس وولي والقائمة طويلة (عد واغلط) وعن شتائم جماهير ناديكم في الملاعب والصالات.
ـ أخيرا أحب أن أعبر لكم عن شعوري بمنتهى الصراحة أنا الآن (فخور بكم) لأنكم فعلا (حزنتوني) أوي .. أوي.. ولن أنسى في الختام أن أقول لكم (سلامة نظركم) وحتى سمعكم.. وإن شاء الله ما تشوفوا شر يا حبايبي يا حلوين.