ليلة (هروب) الأهلي
جرت العادة قبل وبعد أي مباراة تقام بين الاتحاد والأهلي إطلاق بعض المداعبات من جماهير الناديين بطريقة محببة يكون لها أثرها في زيادة التنافس الكروي بينهما، ناهيكم عن عبارات (التحدي) بما فيها من لهجة (التهديد والوعيد) بفوز كبير وهزيمة ساحقة.
ـ قبل مباراة الإياب بين فريقي (الأهلي والحزم) في دور الثمانية لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين تغيرت (نغمة) الأهلاويين عقب المستوى الهزيل الذي قدمه فريقهم في مباراة (الإياب) أمام الحزم، ففي الوقت الذي تحتفي جماهير الاتحاد بفوز (النمور) على الاتفاق بالدمام وتأكيدا على تحقيقه للمرة الثانية في جدة أملا ورغبة في ملاقاة الجار (الحبيب) في مباراتي دور الأربعة ظهرت أصوات (أهلاوية) تدعو وتتمنى هزيمة فريقها من الحزم وذلك (هروبا) من مواجهة الاتحاد (خوفا) من خسارة ثقيلة ربما تعيد ذكرى (الثمانية) ذهابا وإيابا.
ـ تلك الدعوات والأمنيات يبدو أن باب (السماء) كان مفتوحا، حيث تحققت بعدما خرج الأهلي من البطولة على يد أبناء (الرس) في منظر رأيت تأثيره على ملامح صديق الصباح (أحمد الشمراني) في حوار تلفزيوني فضائي بقناة (أبوظبي) دفعت بمقدم برنامج (المشهد الآسيوي) إلى مواساته والتخفيف عليه بعبارة معليه أحمد (هارد لك).
ــ وعلى الرغم من الخروج (المر) الذي مني به الفريق الأهلاوي من نادي (ألف باء) درجة ممتازة إلا أنني سمعت بأذني صرخة فرح أهلاوية بهذه الهزيمة، على اعتبار أنها (أرحم) من الهزيمة أمام الاتحاد، حتى إن أحد زملاء الحرف عبر لي عن شعور لاعب أهلاوي حيث قال لجمهور ناديه (احمدوا الله أننا ما واجهنا الاتحاد وإلا ستصبح كارثة).
ــ لم أكن في الواقع أتمنى سماع مثل هذه اللهجة (الانهزامية) والتي إن دلت على شيء فهي تؤكد مقولة أن التنافس بين الاتحاد والأهلي (انتهى) وبالتالي أصبحت نظرية زميلنا (خالد قاضي) بأن فوز الأهلي على الاتحاد أصبح (بطولة) تمثل عنده وعند معظم الأهلاويين (حلم) موسم كامل، في حين أنني أرى أن هزيمة الاتحاد من الأهلي تعد بمثابة (لقاح) يتفاءل به الاتحاديون لتحقيق بطولة الدوري بما لها من قيمة معنوية (في الصميم).
ـ لن أبخس (الراقي) حقه من بطولات محلية وخارجية حققها على مستوى الألعاب المختلفة في هذا الموسم مما يدعوني إلى دعم فكرة (خصخصته) في هذه الألعاب بدلا من (وجع القلب) الذي بات يدمي جماهيره (سنويا) عبر فريق كروي (يفشل).. واللهم حوالينا ولا علينا.