نور و(نصائح) أبو الهول
على الرغم من أن إعلامنا الرياضي قد كسب قضية اللاعب (محمد نور) بعد ضمه إلى صفوف المنتخب وذلك من منظور (فني) بحت وفق مبررات كان المدرب الوطني للمنتخب السعودي يصر على التمسك بها إلا أن هناك من يحاول الآن بعدما تم اختياره التلميح بأن أسباب إبعاده تعود إلى قرار (إداري) وذلك من خلال توجيه نصائح للاعب للاستفادة من المسببات التي حرمته في الفترة الماضية من تمثيل منتخب بلاده.
ـ قمة (التناقض) من هذه الفئة التي كان لها آراء تدعم بقوة عودة اللاعب محمد نور إلى صفوف الأخضر، مؤكدة في أكثر من حديث لها أن سبب عدم ضمه يرجع إلى رؤية مدرب ولا علاقة للاتحاد السعودي لكرة القدم وإدارة المنتخب بعدم اختياره، مستشهدا بتصريح قائد الحركة الرياضية في بلادنا الأمير سلطان بن فهد وهو يقول (لو كنت مدربا للمنتخب لاخترت محمد نور).
ـ وبما أنني ممن يدعون إلى مبدأ (الصراحة) وضرورة أن تكون (الشفافية)هي شعار يجب أن يلتزم به (الجميع) بما في ذلك النقاد والمحللين فإنني أود أن أسأل الزميلين العزيزين (عبدالرحمن الجماز وأحمد الشمراني) المتزعمين لتلك النصائح التي خصا بها (القوة العاشرة): ما هو المعنى من تلك (الاستفادة) التي ألمحا إليها ليعرفها الجمهور الرياضي ويكون اللاعب على بينة فلا يكررها مرة أخرى فيقع في (المحظور) الذي يؤدي إلى إبعاده عن تشكيلة المنتخب؟
ـ إذا كان مصدر خوفهما عليه وفقا لأخطاء سلوكية أقدم عليها اللاعب محمد نور أو أن أداءه الفني أثناء تمثيله للمنتخب السعودي غير مرضٍ فهل قدم لنا الزميلان القديران (أدلة) إثبات تقدم ما يؤكد صحة هذا الخوف وبالتالي (يستفيد) اللاعب من نصائحهما.
ـ من يدري فلربما لديهما (معلومات) خاصة لا علم لنا بها هي التي ساهمت بشكل أو آخر في ظهورهما كـ(ناصحين) حريصين على مصلحة اللاعب واستمرارية بقائه في صفوف الأخضر بالبطولات التي سوف يشارك فيها على المستوى الآسيوي والدولي وليس في بطولة دورة الخليج فحسب.
ـ ولعلي أستثمر فرصة قدرتهما في إبراز (الدليل) لأنبش ذاكرتهما حول آخر مشاركة للاعب مع المنتخب والتي كانت في نهائيات كأس العالم (2006) بألمانيا، فلم يكن هناك أي (استياء) من المسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم أو إدارة المنتخب من أدائه أو عطائه أو أي أخطاء أخرى لها علاقة بزملائه أو سلوكيات خاطئة أقدم عليها في أي مباراة شارك فيها، فقد حظي هو وبقية زملائه بكل الاحترام والتقدير على المستويات الفنية التي قدموها والأخلاق الرياضية التي ظهورا بها في هذا المونديال ولا أظنهما قد نسيا التمريرة الذكية والرائعة جدا التي أرسلها اللاعب محمد نور لزميله ياسر القحطاني الذي أحرز منها هدفا خرافيا في مرمى المنتخب التونسي.
ـ عموما أنا في انتظار ما يثبت (حسن نواياهما) من تلك النصائح غير المبرر طرحها بتلك الصورة وفي هذا التوقيت، فإذا عجزا عن تقديمها فذلك يعني (تهويل) مستهدف به اللاعب لممارسة (ضغوط) أقوى وأشد عليه بما قد تنعكس (سلبيا) على مستواه الفني وحالته النفسية في البطولة الخليجية ليأتيا عقب نهايتها ليوجها اللوم إليه ويصبح بالتالي (نور) هو كبش الفداء ونعود من جديد إلى من يردد أسطوانة (فين نور) عن المنتخب! وهل استبعد بقرار إداري أم فني؟!