2008-12-03 | 18:00 مقالات

النصر للنصر و(لغير) النصر

مشاركة الخبر      

في مواجهة هذا المساء المصيرية و(القاتلة) بين النصر والأهلي، لا تستطيع أن تعطي رأياً حاسماً وجازماً مَن مِن الفريقين سيكون من نصيبه (نصر) سيتغنى به عقب نهايتها واستلامه كأس الخليج للأندية، فالنادي المستضيف سيرفع بحضور جماهيره الكبيرة شعار (النصر للنصر ولا لغير النصر) بينما النادي الضيف لن يهتم بهذا الشعار ليثبت أن النصر (لغير النصر) ممكن ومتاح.
ـ وبما أن الأمل حق مشروع للجميع، فإن باب الاحتمالات في تحديد هوية الفريق الذي سيحقق (النصر) مازال مفتوحاً وفق نظام بطولة يؤهل (قلعة) الكؤوس لـ(نصر) برؤية أكثر عمقاً وشمولية خارج معنى كلمة لا يترجمها اللاعبون على أرض الملعب والواقع.
ـ وبلغة (محايدة) فإنني لن أحرم (النصر) النادي حقه بمسمى يملأ النفس فرحاً بشعاع (التفاؤل)، حيث إنه أيضاً مؤهل لقلب الطاولة رأساً على عقب وتجاوز (معادلة) نتيجة من خلال اللجوء إلى مقارنة (رقمية) تحول هزيمة مباراة الذهاب إلى (نصر) جميل لا يتذوق طعم حلاوته إلا جماهير (الشمس)، وهتافات تؤكد في مدرجات الملعب وخارجه (لا نصر لغير النصر).
ـ احتجت لهذه المقدمة الطويلة احتفالاً بنهاية بطولة لها معان كبيرة جداً عند الأهلاويين بـ(نصر) على (نصر) يلعب على أرضه وبين جماهيره لم يوفق في استثمار الفرصة الأولى وربما الثانية، مع أن الفارق ليس كبيراً أو مستحيلاً.
ـ وبما أن مساحة الفرص (متساوية) بين الفريقين وإن مالت كفتها لصالح الأهلي قليلاً، فإن مسؤولية مدرب النصر تضعه اليوم في واجهة المدفع عبر (اختبار) صعب يخوض لحظاته الحرجة جداً في (نهائي) لا يقبل القسمة على اثنين، وهو في موقف لا يحسد عليه عقب خسارة فريقه بجدة وهدف الراهب الذي لابد أن سبب له صداعاً وقلقا شديداً.
ـ بمنتهى البساطة لن يقبل النصراويون من (رادان) غير النصر بديلاً، إذ إن نتيجة المباراة هي من سوف ترفع أسهمه (الهابطة) إلى أعلى مستوى في بورصة (البقاء أو الرحيل) وقرار إداري نهائي لا رجعة فيه.
ـ وإن كنت قد توقعت في المواجهة السابقة تفوقاً أهلاوياً بناء على مقومات متوفرة في خط وسطه وعوامل لها علاقة بالأرض والجمهور، فإنني اليوم لن أذهب بعيداً عن (نصر) آخر يسعى إلى تحقيقه المدرب الأهلاوي (فلايمودوف) مبكراً بربع الساعة الأول من المباراة بهدف يجدد الثقة في نفوس لاعبيه ويعزز روح (النصر) لديهم وبالتالي إحباط النصراويين داخل الملعب وفي المدرجات.
ـ نعم هذه هي الصورة التي أمامي واضحة كـ(حلم) أهلاوي أراه قابلاً لأن يتحول إلى (رؤية) تتحقق، هذا في حالة عدم تخلص (رادان) من عناده بإصراره على (تعليمات) محددة النص تفرض على (الداهية) التون الالتزام بها حرفياً من خلال القيام بمهام (دفاعية) تحد من حريته وخطورته وتضعف من لياقته البدنية، فيخسر النصر لاعباً (ثعلباً) لم يحسن المدرب توظيف إمكانياته.
ـ حتى من جهة (أحمد مبارك)، اللاعب صاحب المجهود السخي الذي من الممكن أن أطلق عليه لقب (المحارب)، لم يدرك رادان قيمة موهبة هذا النجم الذي لا بد أن يقدرها هذه الليلة ليرفع من معنوياته المحبطة ليزيد من عطائه ويكون له دور رئيسي في صناعة أو إحراز هدف.
ـ أخيراً.. لا أدري أيهما أقرب لـ(النصر)، حلم أرى الأهلي الأكثر قرباً لبلوغه، أم رؤية (معكوسة) بطلها مدرب تنفس الهواء في لحظة (موت).