امنعوا عشاق (الفلاشات) من التصوير
انتشرت في الموسمين الماضيين وفي هذا الموسم ظاهرة (غريبة) بدأنا نشاهدها في ملاعب الكرة السعودية بطريقة تمثل مشهداً (فوضوياً) لجماهير الكرة من خلال نزول واحدٍ أو أكثر إلى أرضية الملعب أثناء سير المباراة أو قبل نهايتها بدقائق ومنظر (تراجيدي) كأفلام هوليود عبر مطاردة من رجال الشرطة لا تخلو من (كوميديا) الموقف وحالة تذكرنا بالممثل المصري يرحمه الله (أبو كلبشة) في مسلسل (صح النوم).
ـ طبعاً هذه الظاهرة السيئة جداً انتقلت عدواها من الملاعب العالمية منذ فترة طويلة وبدأت قبل سنوات تأخذ مساحة أكبر من الانتشار وقد لاحظنا أن مرتكبيها يتم القبض عليهم ولا نعلم ما هي (العقوبات) التي تتخذ في حقهم وإن كنت أجزم تماماً أنه مهما كان حجم العقوبة فبالنسبة لهم ذلك أمر توقعوا حدوثه مسبقاً في ظل شغفهم الشديد لأضواء (صورة) تلفزيونية وصحفية تحولهم إلى (أبطال) في نظرهم وفي نظر أصدقائهم من أقرانهم.
ـ تابعنا الإجراءات الحاسمة من بعض أمراء المناطق تجاه هذه السلوكيات على أمل أنها عقب وصولها إلى مرحلة تدخلهم شخصياً قد تساهم في الحد منها والقضاء عليها نهائياً وهي مواقف رائعة تستحق كل الإشادة والثناء وكذلك الدعم من جهات قضائية تفرض قوانين حازمة ضد هؤلاء الفتية من شباب غير مبالٍ بالأنظمة الأمنية وبمشهد (غير حضاري) مرئي لملايين المشاهدين يعطي صورة غير جيدة عن الجمهور السعودي.
ـ ولو افترضنا أن هناك عقوبات (صارمة) مدعمة من رجال القضاء ومن أعلى سلطة رسمية فلا أظن أن هذه الظاهرة سوف (تختفي) من ملاعبنا في ظل أن الهدف مرهون برغبة مغرية من أجل الحصول على فلاشات أضواء وشهرة تتحقق لمرتكبيها.
ـ ولهذا أرى أن يكون هناك توجه للقنوات التلفزيونية سواء (الحكومية) أو الخاصة بمنع المصورين والمخرجين من توجيه كاميراتهم إلى هؤلاء (المخالفين) بأي حالٍ من الأحوال وعرض سلوكياتهم الخاطئة (مباشرة) على الهواء إنما يتم (تسجيلها) بكاميرا خاصة للاستعانة بها كـ(شاهد) إثبات متى ما دعت الضرورة إلى ذلك بعد القبض عليهم ومواجهتهم بها أمام القضاء.
ـ في إنجلترا وفي بعض الدول الأوروبية (انتبهوا) لمسببات انتشار هذه الظاهرة فأخذوا الاحتياطات اللازمة لمنعها واستمراريتها، وذلك عن طريق التعاون مع الشبكات التلفزيونية عبر مطالبتها بعدم عرضها خشية من (تشجيع) الشباب على هذا السلوك (المخل) بالأمن والنظام وانطباعات سيئة عن جماهير الكرة للبلد الذي ينتمون إليه.
ـ وعلى ضوء هذه الإجراءات (الاحترازية) أتمنى من الجهات المعنية لدينا سواء على مستوى اتحاد كرة القدم أو وزارة الإعلام والقنوات التلفزيونية التعاون (معاً) للحد من استمرارية هذه الظاهرة باتخاذ قرار (منع) تصوير مثل هذه الحالات والاكتفاء بتسجيلها.