2008-11-19 | 18:00 مقالات

مقادير الزمن .. و(رب ضارة نافعة)

مشاركة الخبر      

من الطبيعي جدا أن (تتعاطف) الجماهير السعودية وغالبية منسوبي الكلمة المقروءة والمرئية مع اللاعب والنجم الكبير (محمد نور) من خلال رؤية فنية بحتة وليس من منطلق (شخصي) تبحث دائما عن أسباب غيابه عن تشكيلة منتخبنا الوطني عبر سؤال (تلح) على طرحه من منظور (مهني) لمست في صوت وملامح مدرب الأخضر (ناصر الجوهر) حالة من (التأثر) العميق ظهرت في إجابة عميقة جدا تجاه أبناء وطن واحد، الفرصة مواتية لهم لخدمة منتخب بلادهم، وكذلك تقديرا لسؤال لم يتهرب من الرد عليه.
ـ سررت كثيرا لظهوره الذي جاء في الوقت (المناسب) قبل المواجهة المهمة جدا أمام منتخب كوريا الجنوبية لعله (ينجح) في (إقناع) الإعلام الرياضي والرأي العام بفكر مدرب يتحمل مسؤولية (ثقة) وطن وضعت فيه، يأمل أن يكون عند حسن ظن من ينتمون إليه ويقدرونه كـ(سعودي) مثلما يقدرون المدرب الأرجنتيني ويثقون في قدراته وقراراته.
ـ غياب نور أو غيره من نجوم كبار لا يعني (عيباً) في ذلك النجم أو في فكر المدرب بقدر ما أن متطلبات الفريق كمجموعة لا تحتاج إلى وجوده في هذه المرحلة، ولا يعني أن مسألة استدعائه مستقبلا أصبحت (محسومة) تفرض عدم عودته، إنما العكس هو الصحيح أيضا، فلربما يصبح مكانه (شاغرا) وبالتالي لا بد من الاستعانة به والاستفادة من خدماته.
ـ هذا ما كان يريد (الجوهر) ناصر إيصاله لنا كإعلام وكجماهير، خشية من فهم (خاطئ) يخرج المنتخب عن أهدافه وعن دعم بسبب مؤثرات تحوم حول ميولات ومواقف شخصية يجب ألا نخوض فيها ولا نعطيها اهتماما يتجاوز المصلحة العامة للوطن.
ـ بمعنى آخر إن في قائمة المنتخب السعودي مجموعة نجوم ينبغي أن يحظوا بنفس ما يلقاه نور وياسر ومالك من دعم وتشجيع وينالوا حقهم من فرص ليثبتوا وجودهم ويساهموا أيضا في تحقيق انتصارات للكرة السعودية.
ـ وعلى الرغم من حالة (الاطمئنان) التي أطلقها مدربنا الوطني عبر (وعد) تجاه نور، تعالوا نسأل عن مدى تأثر الأخضر في مباراة اليوم نتيجة غياب (القناص) ياسر القحطاني و(القاتل) مالك معاذ و(الفتى الذهبي) حسين عبد الغني؟!
ـ إذا لم يكن هناك بديل في نفس المستوى هل سيتوقف المنتخب على هؤلاء النجوم (الكبار) وبالتالي نقول على الكرة السعودية (السلام) مثلها مثل منتخبات خليجية وعربية اعتمدت على جيل من اللاعبين ثم (غاب) بريقها واختفت تماما عن مشهد الإنجاز ومنصة البطولات.
ـ ما يمكن استنتاجه من غياب ثلاثي ياسر ومالك وحسين تنطبق عليه الحكمة القائلة (رب ضارة نافعة)، حيث جاءت هذه الإصابات لتقدم لنا دروسا من (المواعظ والعبر) الكافية لجوانب لها علاقة أولا بـ(القدر) يستفيد منها الجميع، وأكثر المستفيدين بدون شك هي الكرة السعودية من خلال ظهور نجوم آخرين يسطعون في سماء النجومية ويحلقون بها في انتصارات لمجد كروي يتواصل ولا يقف عند أسماء معينة.
ـ هذا ما سوف نشاهده هذا المساء بإذن الله وتوفيقه في (توليفة) منتخب شاء الله أن يضعهم على المحك، وفي (اختبار) أظن أنهم قادرون على تخطيه وتجاوز (صعوبته) بمؤازرة جماهيرية تملأ ملعب الملك فهد عن بكرة أبيه، وتحقق (فوزا) كبيرا له عدة معان واعتبارات.