إنهم (يعلمون) بأنهم (يحلمون)
في معمعة جدل قائم ومثير حول مفاوضات نادي الاتحاد مع نجمه الكبير محمد نور وأرقام فلكية تتحدث عن قيمة تجديد عقده ظهر الرئيس السابق وعضو الشرف (المؤثر) منصور البلوي على صفحات جريدة "الرياضية" ليعلن لزميلنا ماجد التويجري بلغة (الواثق) أو بلهجة (التحدي) كلاما طويلا وعريضا اختصره في (كلمتين) فقط (إنهم يحلمون).
ـ طبعا لم يحدد في سياق تصريحه من المقصود ولكن المعنى كما يعلم الجميع (في قلب الشاعر) لإدراكه أن المتلقي الرياضي أصبح (فطنا) يعرف ماذا يجري من (خلف الكواليس) وبالتالي (يفهمها على الطائر) بدون استخدام (وسائط) لإرسال رسائل لمن يهمهم الأمر على طريقة (كل لبيب بالإشارة يفهم).
ـ تابعوا السيناريوهات للحدث منذ بدايته وانطلاقة شرارته لتستوعبوا جيدا طريقة التعامل مع مواقف تحتاج منك إلى ذكاء شديد لترتيب أوراق (اللعبة) بفكر (داهية) يعرف كيف يلاعب الآخرين على (الشناكر) ليضعهم في مصيدة تكشف تحركاتهم وتوجهاتهم ومفاوضاتهم (السرية) أمام الرأي العام دون الإساءة لأحد أو الإشارة لأي (اسم) مكتفيا بفعل لم يصادر من خلاله حقهم بأحلام تراودهم في ضم اللاعب إلى صفوف ناديهم.
ـ في عصر الفضائيات وتنوع أساليب الطرح الصحفي لاحظنا في السنوات الأخيرة برامج وزوايا صفحات تهتم بتفسير (الأحلام) حيث كان الأجدر بمن وعد جماهير ناديه بتحقيق هذا الحلم التوجه إلى (المتخصصين) في علم خصصت بعض الصحف صفحة أسبوعية تصدر كل يوم جمعة وقنوات تلفزيونية وبرامج أسبوعية بعناوين مختلفة ومن أبرزها (حلم ولا علم) خشية من الوقوع في مطب (أضغاث أحلام).
ـ وليقيني بأنه يعلم بأنهم يعلمون أنهم (يحلمون) تركهم يستمتعون بذلك الحلم عبر مجموعة أخبار مكتوبة ومرئية تنافست لكسب سبق إعلامي من خلال التقاط صورة عرض أو عقد في سبيل دغدغة مشاعر الجميع وليشتركوا معا في معايشة ذلك الحلم والترويج له بطريقته الخاصة التي ترفض ذاتية (الأنا) وتفضل توزيع الأحلام كـ(كرم) حاتمي من طباعه ومزاياه الشخصية.
ـ في ذات المساء الذي كان إعلامنا الرياضي بمختلف قنواته والجماهير الرياضية بكافة ميولاتها تتساءل أين (نور) عن تشكيلة (الأخضر) كـ(حقيقة) ليس لها علاقة بعلم الخيال والأحلام تمكن من تحويل اتجاه الحدث إلى قيمة معنوية و(مادية) لها بعدها الإنساني والوطني أيضا ليصبح هو الشغل الشاغل لحديث الناس والمجتمع الرياضي وليؤكد مدى حجم مكانته في ناديه ومساحة نجوميته (الحقيقية) في قلوب محبيه عبر حصوله على عقد (أغلى) لاعب سعودي.
ـ وفي تلك الليلة (التاريخية) وتحديدا بالمؤتمر الصحفي الذي حضره (المؤثر والمثير) ظهر (البطل) في صورة معبرة عن الولاء من خلال عبارة صادقة أعادت لنا سيرة حلم ابن وطن موجهة إلى مدرب منتخب الوطن ناصر الجوهر فكانت نهاية سعيدة جدا لقصة بدأت بحلم وانتهت بحلم والفرق بين الحلمين شاسع وكبير جدا.