التشجيع (المثالي) والجمهور (الحضاري)
إذا كان الهدف الأساسي والغاية الأهم من إقامة المباريات والبطولات بين الأندية والمنتخبات على مستوى جميع الألعاب الرياضية بما فيها لعبة كرة القدم هو إذكاء المنافسة الشريفة بين الشباب الرياضي ولتحقيق أهداف أخرى تعمل وتساعد (الرياضة) على خلق أجوائها بمفهومها الشامل فإن (أهم) منظومة يجب أن تركز عليها الهيئات والمؤسسات الرياضية بدءا من الاتحاد الدولي لكرة القدم وما يتبع إليه من اتحادات أهلية هو ترسيخ مبدأ (الأخلاق) في سلوك (التشجيع) الرياضي وذلك عن طريق وضع (الحوافز) المشجعة لإيجاد المنافسة (الشريفة) بين جماهير الكرة لتمارس حقها الطبيعي في دعم ومؤازرة فرقها ونجومها بأسلوب (حضاري).
ـ لا يختلف اثنان على أن من يثيرون الفوضى والشغب في المدرجات وملاعب الكرة لا ينبغي السكوت عليهم إنما الضرب بيد من حديد باتخاذ أشد العقوبات بحقهم ولكن في نفس الوقت يجب أن نكون (منصفين) فهذه النوعية (السيئة) من الجماهير لا تمثل إلا نسبة (قليلة) جدا وبما يدعو إلى وضع اهتمامنا بالواجهة (الأفضل) فنعطيها حقها من (التميز) بالإشادة والثناء ومنحها جوائز (تقديرية) لتبقى مثالا يقتدى به وحافزا (مؤثرا) يؤدي إلى سحب هذه (الأقلية) للاتجاه في نفس الطريق.
ـ لقد طالبت في عدة مقالات صحفية بضرورة دعم (التشجيع المثالي) وإبراز الجمهور الحضاري ليكون (نموذجا) لرياضة هذا الوطن ولمنافسة كروية تزيد المحبة والود بين أبناء هذا البلد وتضيف لكرة القدم (متعة) في مشاهدتها حيث تمنيت من الجهات الرسمية ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية وكذلك الإعلام الرياضي بأهمية القيام بـ(دورهم) بتوعية الجمهور الرياضي.
ـ فهذه إدارة نادي الاتحاد تتجاوب مع ما سبق أن دعوت إليه فقد أحسنت في دعمها للمشروع الذي تقدم به أمين عام النادي زميلنا الخلوق جدا (محمد اليامي) والمتمثل في حملة (ذكية) جدا اختير لها عنوان يؤكد على الجانب (الخير) والطيب الموجود في نفوس الجماهير الاتحادية وذلك عن طريق نشر عبارة فيها نوع من (الفخر) لهذا الجمهور بـ(مثاليته) وتحفيزه ليظل هذا السلوك (شعارا) له ولناديه الذي يحمل لقبا عزيزا على قلوبهم أطلقه على ناديهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ألا وهو (نادي الوطن).
ـ وعندما أثني على الإدارة الاتحادية وأصف حملتها بالذكاء فذلك من منطلق التوقيت الجيد الذي اختارته في موعد جاء مناسب جدا قبل المباراة التي تجمع فريقها الكروي مع المنافس التقليدي فريق (النادي الأهلي) وكرغبة جادة من إدارة (أبو عمارة) في خروج هذه المباراة بدرجة عالية من التشجيع (الحضاري) تشارك فيه جماهير الناديين (بمثالية ورقي) تتلاءم وتتوافق مع المكانة التاريخية لنادي الوطن ولناد هو الآخر يعتز بلقب (الراقي) الذي أطلقه عليه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد.
ـ ومن خلال هذه الرؤية (الحضارية) فإننا بإذن الله على موعد مع (مباراة) لن تقتصر المنافسة فيها على مستوى أداء وعطاء اللاعبين ونتيجتها إنما أيضا على مستوى التشجيع (المثالي والراقي) بين جماهير الناديين، وأكاد أجزم أننا مساء يوم السبت أيضا على موعد مع مشهد (حضاري ومثالي) بين جماهيري (الزعيم والعالمي) في اللقاء الذي سيجمع بين الفريقين الكبيرين (الهلال والنصر) و(متعة) خاصة ومميزة بحضور جماهيري يملأ درة الملاعب.