2008-09-17 | 06:00 مقالات

هل يتدخل (حكيم) الوحدة ؟

مشاركة الخبر      

أي علاقة بين طرفين على أي مستوى لابد أن يسودها مبدأ (الصدق) في التعامل بدءا من بنود العقد المتفق عليه وما يتبعه من ملاحق تفرض عددا من الشروط التي يجب التقيد بتنفيذها حرفيا من أحد الأطراف أو الإثنين معا.
ـ وعندما يبوح (بوكير) المدرب الألماني عن معاناته في نادي الوحدة مؤخرا عقب عودة الفريق من معسكر تونس ويظهر للصحافة باكيا شاكيا بسبب عدم وفاء رئيس النادي جمال التونسي بتنفيذ شروطه التي اشترطها قبل استلامه مهمة تدريب الفريق الوحداوي فإننا نتساءل .. هل هذه الشروط تمت كتابتها في بنود العقد أم أنها كانت شفهية؟.
ـ إذا كانت مكتوبة فاللوم إن كان يقع على رئيس النادي الذي لم يكن صادقا في تعامله لعدم التزامه بإقامة المعسكر في ألمانيا وإنشاء مركز طبي فإن بوكير هو الآخر أيضا يلام لأنه وافق على تدريب الفريق وكان بمقدوره حسب بنود العقد الاعتراض ثم الامتناع.
ـ أما إذا كان الاتفاق (شفهيا) فليس من حق المدرب (الفاهم) اللجوء إلى الصحافة ونشر الغسيل فمثل هذه الحالات لا تعالج بهذه الطريقة (العشوائية) إنما تحل عبر مخاطبات إدارية أو اجتماعات قادرة على حل الأمور بلغة (ود) تحفظ العلاقة بين الرئيس والمدرب دون (شوشرة) تؤثر على الكيان.
ـ إن المبرر الذي ذكره (بوكير) ولجأ إليه كعذر في توضيح موقفه قبل بداية الدوري القصد منه اللعب على (وتر) الجماهير وهو أسلوب مرفوض ومبرره غير مقبول ذلك أنه لو كان بالفعل مهتما بهذه الجماهير وحريص على مشاعرها حقا لما ترك الوحدة في الموسم قبل الماضي وتعاقد سرا مع النادي الأهلي بحجة المواصلات ومعاناة المرور دون أن يضع أي اعتبار لجماهير الوحدة ومشاعرها.
ـ ما من شك أن التونسي أخطأ خطأ كبيرا ليس في عدم التزامه بالشروط فحسب إنما في عودة التعاقد مع مدرب لم يحترم صفة العلاقة التي كانت تربطه بناد وضع القائمين عليه خططهم لسنوات وقد وجدوا ضالتهم في مدرب كانوا يأملون منه أن يكون عند (كلمته) ويساهم في رقي الفريق الكروي بعدما أصبح لديه إلمام بكامل مميزاته وعيوبه.
ـ وإذا كنت موجها الملامة لرئيس النادي على الخطأ الفادح الذي وقع فيه والذي لا يمكن معالجته الآن إلا في حالة وضع آليه جديدة في أسلوب التعامل بين الإدارة والمدرب مبدؤها (الصدق) وهذا لا يتم إلا بتدخل (حكيم) الوحدة عضو الشرف الدكتور محمد عبده يماني حيث تبرم اتفاقية لمرحلة جديدة تنهي الخلاف السابق وبدء صفحة جديدة تبني (الثقة) بين الطرفين دون أي ترسبات قد تؤثر على مسيرة الفريق الوحداوي في هذا الموسم على وجه الخصوص وربما أيضا في المواسم المقبلة مع قناعتي بأن الفوز الذي حققه الفريق الوحداوي في أول مواجهة له يعطي تفاؤلا لبداية جيده للمدرب وللاعبين ولكن ذلك لا يمنع من إنهاء الخلاف بين الطرفين بشكل نهائي دون إثارة الشكوك مستقبلا في حالة تعرض الفريق لهزائم تحول دون تحقيق آمال الجماهير الوحداوية .