من باب الاستمتاع
أكبر رقم قياسي لنتيجة مباراة كرة قدم في التاريخ، والمعترف بها من قبل موسوعة جينيس للأرقام القياسية تقول وكيبديا الموسوعة الحرة : إنها " 149 ـ 0 "، وحدثت في مباراة بين ناديين هما " أديما وستاد أولمبيك دو ليميرن من مدغشقر في 31 أكتوبر 2002، وتغلب أديما على غريمه التقليدي ستاد أولمبيك دو ليميرن نتيجة لاحتجاج محدد مسبقا من قبل الأخير على قرارات الحكم المنحاز ضدهم ـ على حد تعبيرهم ـ وقد تجاوزت هذه المباراة النتيجة السابقة كأكبر رقم قياسي وهي 36 ـ 0 في عام 1885، وسجل كل هذه الأهداف لاعبو فريق أولمبيك دو ليميرن في مرماهم، وقال أفراد من الجمهور إن لاعبي أولمبيك دو ليميرن بدأوا بعد هذه الواقعة في تسديد الكرة داخل شباك مرمامهم، وبمجرد أن يطلق الحكم صفارته معلنا احتساب هدف، فإنهم يسارعون بإعادة الكرة إلى منتصف الملعب حيث تنطلق ركلة استئناف المباراة ليسددوا الكرة مرة أخرى في مرماهم "، وكيبديا قالت ماذا كان العقاب وهي : " عقب المباراة قرر الاتحاد المدغشقري لكرة القدم إيقاف مدرب ستاد أولمبيك دو ليميرن زاكا بي لثلاث سنوات، وإيقاف أيضا 4 لاعبين من الفريق وهم المدافع ماميسوا رازافيندراكوتو وقائد المنتخب الملقب بالعقارب، والمدافع مانيترانيرينا أندريانياينا، واللاعبين نيكولا راكوتواريمانانا والحارس دومينيك راكوتوناندراسانا أوقفوا حتى نهاية الموسم ومن زيارة الملاعب لنفس الفترة، وتلقى جميع اللاعبين الآخرين إنذارات في كلا الفريقين، وحكم المباراة لم تتم معاقبته ". ودخت السبع دوخات في قراءة الأسماء، فيما أفكر في هذا الفريق الذي ينتقم من نفسه بهذه الطريقة ولم يتصرف ولو بالمغادرة احتجاجاً، إلا وفق حماقة أن سجل الرقم القياسي في شباكه، فيما لم يعاقب النظام الحكم في نهاية المطاف، مايعني أن ارتفع ضغطه عدة مرات وبكم عدد ما صَفّر الحكم وسنتر الفريق وسجل، وبذات قدر أن لم يعاقب الحكم ليزيد احتقانه خارج الملعب، وكنت أبحث لمقال كهذا عن فكرة لاتنتقد ولاتحبط ولاتستعدي أحداً، فقد قررت أن أقاطع كل مايؤنب هذا العالم وما يشرح القتل ويؤسس لفكرة الحرب والطائفية واستمالة ذمة ما نحو منفعة ما، هي ذات فكرة أن تجد في هذا الركن ما لايعكر مزاجك، ولا يدفعك للتصرف كما تصرف لاعبو فريق أولمبيك دو ليميرن ليقهروا الحكم وبطريقة الرقم القياسي الذي سجل عليهم في الأخير وأفلت الحكم من ذنب التسبب فيه، بل وكافة الأشياء التي لم تعد معها النكتة سارية المفعول فلا نضحك وننتقي الجاد ـ الحاد ـ المتشاكس في أغلب دوامة حياتنا، وبما فيها ماتقرأ من طرح مع أو ضد الشخص أو الوزارة أو الخدمة أو الكثير التي لن تتوقف لو واصلت هذا التعداد للأشياء، ولكنها في الأخير لاتسعد ولاتضحك تحت عادة قراءة الصحيفة ومن ـ أخيرتها ـ التي ركن الكاتب ومايأتي فوقه رأس مقاله من إعلان، كالذي يحرج أعلاه ولو كانت " الحذاء الرياضي ـ الأنيق " ، " هل انتبهت " ؟ .. طالعه فوق.. وحدث قبل أن يأتي فوق زاويتي مع أصدقاء كتابة كثر ويغضبون، ويترافعون عن قيمة الكاتب ـ فما بالك والحذاء على رأس زاويته ـ ويهربون من ركن الشمال لليمين والعكس، وقد بواسطة وتفهم من رئيس التحرير آنذاك، وأن المعلن بقصد أو دون قصد يحدد الزوايا وما يضع، فيما أرى أن ذلك من حقه لتسويق سلعته وإن جاء هذا الإعلان قبل مواصلتي الركض في هذه المساحة التي تحتاج إلى كدح، وأكمل من باب طرافة الأمر وربطه بقيمة من أدناه ككاتب للأقل أو للأعلى، ولكونه المُعلن الذي يدفع راتب الكل، بل لأن مثل هذه المساحات في أي صحيفة تُطلب أولا وحجزها لاتتم "كنسلته "، و " ياويلك وسواد ليلك " لو تسببت في ذلك من باب التشديد على الشىء، المهم أن من سبقوني وفي صحف عملت بها في السابق نجح أحدهم بالانتقال إلى ركن آخر في ذات الصفحة ولم يكن وضع على رأسه أحد أي مُنتج، ولم يلبث طويلا بعد ما جاء فوقه وبالأصح فوق زاويته ومن باب أن الشكل والمكان والمضمون بينها الفواصل، فيما البقية الذي أعرف رسبوا وبقي الإعلان، وتفنن المعلن في لون وشكل مايضع، وقد سعيد الحظ من تأتي أعلى زاويته " طيارة " ليعلم كم يسافر ومتى، كم يهرب ويقف، كم يكون السعيد ويضحك ولايؤسس لزاوية تصيب بالشيخوخة يحبط من خلالها أكبر قدر من الناس فيما قد لايكترث لرأيه أحد، وبالتالي خاصم كم صديق لي الإعلان والمعلن وظن به أبلغ ما أبلغ وخسروا جولة الاستئناف، ولكني في " برواز " لم يصل رأس صورتي " لبروازه " بعده، وهو قبلي فيما طرأت عليه بحق الكاتب وفكرة من يضع عليه ماذا كمعلن، وهذا الالتقاط رصده أصدقاء من قبل في ملاحظة تقول : ألا تغضب ؟ ولم أكن فكرت من باب مهنة ما أعلم، ولأن الخط الفاصل بين الأشياء في الصحيفة يحدد مساحات ما لاتتداخل بما فيها المقال والإعلان والزاوية والكاتب، تلك التي ليس عليه أن يعتقدها فيلم الرعب ولا الإساءة والإهانة والتقريع، ولا أن تُحبط وتصيب الناس بالسأم طالما يكتب المقال ولا يكتبه المقال، فهو يسوّق لما أعلاه كما أدناه من إعلان مع اختلاف نوع منتج المعلن ومن وماذا يستهدف .. الصحيفة ترى كافة السنتيمتر وفي أي صفحة مساحة للبيع .. أعلى أو أسفل، بما فيها زاوية الكاتب طالما يتقاضى أجر سلعة ما يكتب، ولو قال : " شوفوا غيري " ! " شافوا غيره " .. لامشكلة .. نلتقي غدا بإذن الله.