جزاكم الله خيراً
غمرتموني بتعازيكم, وبدعائكم, وبكونكم أهلاً, لا أراكم الله مكروهاً, وأسكن شقيقتي فسيح جناته هي وجميع المسلمين والمسلمات, ولا أملك إلا أن أشكر جميع من واسانا في فقد غاليتنا, بدءاً من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمشايخ والأعيان والأصدقاء والقراء وصولاً إلى أهل الخير (الكثر) بهذا المجتمع الطيب, جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم جميعاً, لكم الشكر الجزيل وجزاكم الله خيراً, ولا أراكم مكروهاً, ولا فقداً في عزيز, وأسأل المولى أن يتقبلها قبولاً حسناً, وأن ينقيها من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
ـ أسأل رب العرش العظيم أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة, وأن يتجاوز عنا وعنها, ويرحمها, ويغفر لنا ولها, ويسكن روحها الجنة, في وقت أشعر فيه بالتقصير من خلال عدم الرد على رسائل واتصالات قد لا يكون ظرف العزاء أسعفنا على أن نفي مع الجميع, وأشكر الله جل جلاله, على تخفيف مصابنا الجلل في شقيقتنا, من خلال مشاعركم النقية الزكية تلك التي أشعرتنا كأهل لها بأنها (شقيقتكم) كما هي شقيقتنا, وابنتكم كما هي ابنتنا, ولا نستغرب إطلاقاً من هذا الحب الذي أطلب من الله أن يديمه علينا كمجتمع من كبار وصغار, من مسؤول ومواطن, من جار وجار, وأخ وأخت, لا أستغرب وفق ما جبل الله عليه هذه الأمة من خير, ومن مبادرة, ومن مشاطرة الأخ لأخيه أحزانه وأفراحه, بما في ذلك من هاتفوني شخصياً من إخوان وأصدقاء تحت مسمى رسالة من قارئ أو قارئة, تحمل مشاعر ود وحب وعزاء (وفزعة), لا أستغربها منكم جميعاً وفق كل هذا (الخير), وكل هذا (الوفاء), وكل هذه (المشاطرة) للحزن, كنتم عوناً, وأهلاً, كنتم من واسانا, وأعاننا, بعد الله سبحانه وتعالى.
ـ ولو أن المساحة تتسع لأشرت لكلٍ باسمه, وشكرته, وقبّلت رأسه, غير أنها وإن ضاقت فإن القلوب لا تضيق, وتتسع تقديراً ومحبة في الله لكم جميعاً, فرداً فرداً, لكل من اتصل أو أرسل رسالة أو برقية أو شارك بحضوره للعزاء ـ لا أراكم الله مكروهاً, وأسكنها فسيح جناته.
ـ اللهم يا رب الرحمة ارحمها, ويا رب المغفرة اغفر لها, ويا رب الكون ومليكه لا تجعلها في ضيقة قبر, ولا في عذاب, اللهم اجعلها من السعداء لا من الأشقياء, ونقها من الخطايا والذنوب, وتقبلها, وتجاوز عنها, وطمئن قلوبنا بعدها, وارزقنا حسن الدعاء لها, اللهم لا تحرمها الأجر في كل أجر فعلت, ولا تحبط لها عملاً يا رب العزة والجلال, اللهم طمئن قلوب أولادها وبناتها, وألهمهم الدعاء دوما وأبداً لها, اللهم أنت الرحمن الرحيم بعبادك, واللطيف الخبير بعبادك, فارحمنا وارحمها والطف بنا وبها يا عزيز يا كريم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ جزاكم الله خيراً وشكر سعيكم وعظّم أجرنا وأجركم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, (إنا لله وإنا إليه راجعون).