التهريج الرخيص
ذكرت في نهاية مقالي أمس الأول الأحد بعنوان (تجفيف منابع التعصب)، أن الحديث عن التعصب الرياضي لا يغطيه مقال، واليوم سأركز على صناع التعصب في المجال الإعلامي وخاصة التلفزيوني، فهم وقوده لنفاذه في المحيط الرياضي.
والتهريج الرخيص كما هو ملاحظ بات هو البضاعة السائدة، والدليل على ذلك أن غالبية البرامج الرياضية تسير وفق هذه التغذية الفكرية الرديئة، ولها جماهيرها أيضًا حتى نكون منصفين.
وهذه الشريحة من الجماهير، طاب لمهرجي البرامج أن يعزفوا على الوتر الذي يطربها تهريجًا وصياحًا؛ من أجل التسلق والانتشار باستغلال واستغفال منصات بلهاء يطربها هذا النوع من التهريج.
فقد غزت الاستديوهات الرياضية نماذج من المذيعين وضيوفهم لا يخجلون من سوأة قولهم المشين المغذي للاحتقان بين الجماهير.
فقد استهوت مثل هؤلاء عملية التهريج مع ضيوفهم الذين هم من الطينة الرديئة نفسها، فاجتمع العازف والطبال لإنتاج مشهد فوضى وكأنهم يؤدون مشهدًا تمثيليًّا فجًّا.
اللافت أن مثل هذه البضاعة الرديئة التي تقدمها غالبية البرامج الرياضية، وجدت من يحاكيها في استديوهات أخرى ظهرت تاليًا، وكأن مثل هذا النشاط المبتذل يجوز الاقتداء به.
والعاجز يقتدي بعاجز مثله، فلا موضوعية مع الأحداث ولا احترام لعقلية المشاهد، بل إن مثل هؤلاء تجلت مواهبهم في إظهار عجزهم وانكشافه للمشاهد الفطن، في غياب فطنة ومهنية من يملك أو يشرف على مثل هذه البرامج.
واللافت أن هناك من يتباهون ببرامجهم وبلغ بهم الانتفاخ إلى الحد الذي يعتقدون فيه أنهم مؤثرون، ربما صحيح، ولكن على شريحة من ذوي المنصات البلهاء التي سلمت عقلها رهينة لآراء من ظن فيهم السذاجة لتقبلها.
يبقى القول: إن البرامج المستنسخة من نسخ رديئة لا تنتج إلا ما دون ذلك وأسوأ، وتخلف الاحتقان وتلويث البيئة الرياضية، ونحن أمام انتفاضة مباركة من جهات حكومية للحد من التعصب، متى ما كان الشروع في إصلاح الوضع جديًّا.
والأمور مكشوفة لمن أراد إصلاح الوضع وبرامج الفتنة في إذكاء التعصب والاحتقان، يعرضون بضاعتهم على الهواء دون أدنى مسؤولية، وقد حان لجمهم بعقوبات وغرامات رادعة، تفرض على القنوات التي تبث مثل هذه البرامج واقعًا قانونيًّا تلتزم بـ(هس).