صراع البقاء أشد من اللقب
الجولة الثامنة عشرة أعطت الهلال ميزة الأمان على صدارته، بعد خسارة منافسه الأهلي من القادسية برباعية غير متوقعة، ليتوسع الفارق بين المتصدر ووصيفه إلى أربع نقاط ثقيلة التعويض.
وبما أن الصدارة انكشفت هلالية، وبفارق مريح عن كل المنافسين، فإن صراع البقاء بات أشد إثارة من الصراع على اللقب، وتتزاحم ثمانية فرق بنقاط متقاربة للهروب إلى الأمام مخافة من الوقوع في حسابات صعبة.
ومعلوم لم يتبق من الدوري غير ثماني جولات، مجموع نقاطها 24 وهذا يعني حسابياً أن الفرق الثمانية كلها في دائرة الخطر، مع ملاحظة أن الشباب ببلوغ نقاطه حاجز الـ26 نقطة أصبح متفرجاً على ما دونه، بعد أن أمن بقاءه في الممتاز، حتى لو أصابته عثرات عدة في القادم من اللقاءات.
ويواجه فريق الوحدة الحزين الخطر الداهم، كونه متذيل الترتيب، وهو الذي لم يشفع له تاريخه العريق كأول فريق أسس في البلاد عن طريق حجاج إندونيسيين قبل الاتحاد.
نعم قبل الاتحاد، وإن كان المؤرخون لم ينصفوه حق أقدميته على الاتحاد، الذي مازال يحمل لقب عميد النوادي، إلا أنه يبقى فريقاً تاريخياً في ذهن الرياضة السعودية، وإن لم يوثق تاريخ ميلاده على نحو يؤكد أقدميته.
الفريق المكي، الذي ظهر في آخر مباراة له مع النصر بمستوى جيد، قادر على مواجهة كل الفرق التي ستقابله، ومن حسن حظه في آخر المشوار أنه سيقابل فرقاً من جنسه الفني، باستثناء لقاءين صعبين مع الهلال والأهلي، وكلاهما على ملعب الشرائع، أرض الفريق المكي.
يبقى القول، إن دائرة البقاء في الأضواء تضيق كلما تقدمت الجولات إلى مراحل الحسم النهائي، للفرق الواقعة في دائرة خطر الهبوط، ولا أحد يستطيع تحت أي مقاييس تحديد الهابطين إلى الدرجة الأولى حتى اللحظات الأخيرة، ما ينبئ بأن الجولات المقبلة أشبه بحالة استنفار للهروب من شبح الهبوط.