تمثيلية بدائية
حتى في مخاطبة الرأي العام النصراوي لا يوجد من يظهر في ثوب المقتدر القادر على احترام عقلية الجماهير. وما المشهد الذي ظهر أمامنا عبر الإعلام في موضوع إنهاء العلاقة مع المدرب القدير زوران إلا دليل على الارتباك وضعف الحيلة الفكرية.
ولو قالت الإدارة بصراحة كما قالت من قبل في بداية المشكلة بين أسطورة الإدارة (الخط الأحمر) والمدرب زوران لكان هناك على الأقل من يقدر هذه الصراحة بوقوفها بجانب لاعب ضد رغبة مدرب أبعد اللاعب الخبير من قائمة الفريق.
والإجراء الإداري (المزاجي) في التخلص من مدرب ناجح بتمثيلية بدائية هو إجراء يندرج ضمن سلسلة إجراءات سابقة لا تخلو من الجفاف في الرؤية المتفشية والضاربة لمنظومة عمل البيئة النصراوية.
وتلك ليست سابقة يتوقف المتابع عندها، بل هي امتداد لأعمال لا تخدم الكيان النصراوي الجماهيري، منها ما صنعته الرؤوس الجافة بالتسبب في إغراق النادي بالديون وفي خروج كفاءات إدارية آخرها أمثال المهندس عبد الله العمراني والكابتن بدر الحقباني وقبلهما من مؤثرين إيجابيين.
كما أن سوء التدبير تسبب في وقف تدفقات دعم الداعمين المؤثرين الذين كان لهم الدور المؤثر أيضاً في المشهد النصراوي، الذي كان لافتاً بإيجابياته المؤثرة في وهج اللاعبين في الفترة الذهبية قبل موسمين.
وفي ظل وضع كهذا لا أظن أن هناك وهجاً فنياً نصراوياً منتظراً فيما تبقى من الموسم ما دام أن مظلة النظام هي مصدر الظلام والضياع الفني.. فلا يرجى من فريق في مثل هذه البيئة أن يبرع في الباقي من النشاط المحلي ما لم يحدث تغيير في الوضع الحالي.
لقد أصبح النصر محط سخرية من الجماهير بما فيهم شريحة من جماهيره، وتلك ظاهرة لافتة لم تسجل من قبل لجماهير العالمي حتى وهو في أسوأ أحواله في مواسم مضت.
يبقى القول للقادرين على إحداث التغيير ممن يعنيهم أمر كيان جماهيري إن وقف سوء التدبير الحالي لن يأتي إلا بفكر مختلف بعد فقدان الأمل في صحوة الفكر القائم المدمن على تكرار أدواته القديمة المجربة بفشلها.