الطبع يغلب التطبع
منذ أن تولى الأمير فيصل بن تركي رئاسة النصر عام 2009 والفريق ينكشف بأنه ضحية لأعمال (شلة) من السماسرة هدفهم عوائد الجيوب على حساب مصلحة الكيان.
وما كان لهؤلاء السماسرة أن يستمروا في جلب اللاعبين والمدربين في مشهد فوضوي كلف الكيان الكثير من المال وترتب عليه بلوغ الديون مبلغاً هائلاً يُشك في القدرة على تسديده.
وهذه الفوضى التي نمت وترعرعت لها ما يغطي سوءة أعمالها وما كان لها أن تواصل العبث لو لم يكن لهم في البيت النصراوي (ابن عم) كما يقول المثل الدارج.
الفترة الاستثنائية الخارجة عن دائرة مثل هذه (الشلة) كانت في صيف العام الماضي حينما تعاقد النصر مع المدرب الكرواتي زوران ومعه اللاعبين الأجانب الأربعة.
وكان تعاقدا موفقا وخاصة مع المدرب زوران والبرازيلي برونو ودون ذلك مع الكرواتيين والأورجوياني، ولاقى هذا العمل ارتياح جماهير العالمي من خلال النتائج التي تحققت على أرض الميدان بل أن زوران أنسى الجماهير أيام كارينيو الذهبية.
وبات مدرب الانضباط والتكتيك زوران عند جماهير العالمي نجماً لامعاً يحظى بالاهتمام الجماهيري وباركت كل خطواته بما فيها إبعاد حسين عبدالغني من تشكيلة الفريق.
وإبعاد عبدالغني بقوة منهج المدرب الانضباطي رغم ما يحظى به عند الإدارة من حظوة كان بداية التوتر بينه وبين إدارة النادي والتي ظلت تخفي نواياها مخافة من غضب جماهيري.
وأمام هذه الأجواء الملبدة ظل زوران وشعبيته تتزايد على حساب من كان (يريد الوهج له لوحده) إلى أن بلغ به الضيق حداً ما بعده صبر ليرحل إلى ناد العين لصعوبة العمل وسط هذه البيئة المتعثرة مادياً ولنقل لسبب إضافي تنظيمياً أخف من القول عبثياً.
والمثل يقول الطبع يغلب التطبع والانتصار للذات على حساب مصلحة الكيان قد تحقق برحيل مدرب قدير غير مرغوب فيه إدارياً على خلاف كل الجماهير النصراوية التي استبشرت خيراً بقدوم مدرب رأت فيه ضالة الفريق المفقودة كونه يجمع بين قوة الشخصية والحرافة المهنية.
يبقى القول إن النصر على موعد متجدد مع نهج الأدوات القديمة في العمل والنتائج المتوقعة لا جديد فيها ولعل العالمي بهمة نجومه يتماسك للمحافظة على مركزه الرابع حتى نهاية الموسم.