النصر لا استقرار ولا اطمئنان
جماهير النصر غاضبة من الحالة التي عليها فريقها بدءاً من الموسم الماضي ووصولاً إلى الموسم الجاري، الذي مرت منه أربع جولات من الدوري وفريقها يظهر بين فرق الوسط كحالة لافتة تشرح أوضاعه الفنية والإدارية.
والوضع الذي يمر به العالمي مر به من قبل مما يعني أن الأخطاء المتكررة تعيد استنساخ نفسها دون أن يكون هناك مقدرة إدارية لاستخدام أدوات جديدة مدروسة تنتج عملا جيدا.
لقد زاد الضغط، وهم النصر أتعب جماهيره بعد المستويات المتواضعة في الدوري وكأس ولي العهد وبات فريقها بأسنان هشة فنياً حاله أشبه بحالة فريق مكافح على تحسين مركزه مع فرق الوسط لا فريق بطولات يتطلع إلى حصد الذهب.
وجماهير النصر تدرك أن الفريق في الموسم الجاري لم يسر كما أرادت، ولم يظهر عليه ما يؤشر على أن متاعب الموسم الماضي تم معالجتها في جانبها الفني والمالي، مما يعني أن الدوامة الكاسحة لمعنويات الفريق مازالت في الخدمة من جراء موجة الغبار التي تجتاح بيئة العمل.
فلا استقرار فني ولا اطمئنان إداري في النصر يؤسس لعمل منهجي داخل النادي الجماهيري المحاط مع كل جنباته بزحمة الديون دون أن تظهر الإدارة الحد الأدنى من برمجة المعالجة، فكل شيء ربما متروك للوقت حتى يبلغ حد التعسر في التعامل معه.
ولا أظن أن الاجتماع الشرفي المزمع عقده خلال أيام برئاسة رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود سيفضي لوضع خطوط صلبة ترشد إلى معالجة المشاكل التي يمر بها الفريق.
خاصة وأن اجتماع رمضان الماضي والذي التزم فيه الحاضرون بالمساهمة المالية لم يبلغ أهدافه بجمع 63 مليون ريال لخدمة تسديد الديون فمنهم من وعد بـ25 مليوناً وهو الرقم الموعود الأكبر الذي مازال رقماً على ورقة الاجتماع.
والأرجح أن الاجتماع المنتظر قد لا يتعدى إقالة المدرب الكرواتي زوران كنوع من تبييض قرار رئيس مجلس إدارة النصر من أن قرار الإقالة جاء برأي جماعي، في حين أن المؤشرات تؤشر على أن نية الإلغاء في رأس الرئيس قد مضت إن لم يواجه ضغطاً من المجتمعين بعدم التعجل في اتخاذ القرار.
وإلغاء عقد المدرب يعني أن اختيار المدرب في الأساس يفتقد إلى دراسة فنية، فضلاً عن مزيد من الالتزامات المالية على النادي وربما يلحق به من أتوا معه من اللاعبين الأجانب كعادة إدارية نصراوية في كل موسم ضحيتها خزينة النادي.
يبقى القول والخشية مع تفاقم السوء في العمل الإداري مع المدربين واللاعبين الأجانب وربما المحليين أن يأتي يوم إن سارت الأمور على هذه النحو من الإهمال في الضبط المالي واللامبالاة بحقوق الآخرين أن يصبح الكيان النصراوي الكبير طارداً لا جاذباً.
وما قيل في وسائل الإعلام يعزز هذه الخشية من أن مدرب البطولات الأوروجوياني كارينيو الذي قاد النصر لمنصات التتويج بعد سنوات عجاف والذي انتهت مهمته مع منتخب قطر طلب تسديد مستحقاته المتبقية قبل فتح باب التفاوض النصراوي معه.