المشي (السلحفاتي) للكبار
زحفت الفرق الأربعة الكبار (النصر والهلال والأهلي والاتحاد) إلى دور الثمانية في مسابقة كأس ولي العهد التي انتهى دور الستة عشر فيها مساء أول أمس الجمعة فيما يشبه المشي (السلحفاتي) وسط مستويات متواضعة.
وكنت قد ذكرت في مقال سابق (أن جماهير الأندية الكبيرة في أغلبها تتابع تواضع فرقها وسط حذر وقلق مع قليل من التفاؤل)، واستمرار الأداء المتواضع وضع جماهيرها في حالة من عدم اليقين بقدرة فرقها على الذهاب لما هو أبعد.
فقد واجهت الإحراج في بلوغ دور الثمانية، منها من فاز بضربات الجزاء كالأهلي، وبضربات الترجيح كالاتحاد، ومنها من تنفست جماهيره الصعداء بعد صافرة الحكم كحالة النصر والهلال.
وضع فني لا يدفع للاعتقاد بضمان بلوغ الكبار دور الأربعة رغم الفارق الفني بينهم والفرق المقابلة، فالهلال يواجه الشباب بهمين، هم البلوغ، وهم الإقصاء المحرج على يد لاعبه السابق سامي الجابر المدرب الحالي للشباب.
والنصر ببوصلته الفنية التائهة وبيئته الضبابية يواجه انتفاضة فرسان مكة على أرضهم وشغفهم لرائحة البطولات المفقودة منذ عقود طويلة، والاتحاد يخشى من شراسة تمرد الباطن الذي أخرج التعاون في بريدة من المسابقة بهدفين نظيفين.
ويبقى الأهلي مع عودة مدربه السابق السويدي جروس خلفاً للبرتغالي جوميز الذي لم يلق الاستحسان من جماهير الراقي ومع عودة السويسري يصبح رهن المراقبة الفنية، وعما إذا كان هناك جديد على مستواه المتواضع الذي بدأ به الموسم وهو بطل الثلاثية وسوبر ستار الموسم الفائت بلا منازع.
المستويات المتواضعة للكبار في الدوري ومسابقة كأس ولي العهد لا تدعم القول إن تصادم الكبار في دور الأربعة المنتظر مسألة وقت وأن الجماهير على موعد مع ديربيين كبيرين
يجمعان أقطاب الكرة في جدة بين الاتحاد والأهلي، وفي الرياض بين النصر والهلال، وأن النهائي سيكون كلاسيكو المتعة المنتظر إعلامياً وجماهيرياً.
يبقى القول إن دور الثمانية تحدد يومي 24 و25 من الشهر الجاري وفترة التوقف الحالية لصالح الأخضر السعودي الذي سيلعب خلالها الخميس المقبل مع أستراليا، والثلاثاء التالي مع الإمارات ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لروسيا عام 2018 ربما يجد فيها كبار الفرق السعودية ما يعالج حالتهم الفنية والنفسية.
عودة الدوري في الرابع عشر من الشهر الجاري السابقة لدور الثمانية ستكشف عمن عمل على معالجة هزاله الفني ومن بقي على حاله، مضيفا الكثير من علامات الاستفهام حول الرعاية الإدارية والفنية ومدى قدرتها على معالجة أوضاعها.
وتبقى إشارة وحسب الدارج لدينا في كرتنا السعودية، يحمل المدرب كل التبعات الناتجة عن تواضع المستوى، ويلغى عقده بسهولة تامة بقرار من رئيس النادي، لكن لا أحد يحاسب رئيس النادي إذا كان هو كل المشكلة.
وهنا يتطلب الأمر تفعيل دور الجمعيات العمومية، وإن لم تتحرك لمواجهة الموقف فحري بالجهة المالكة للأندية أن يكون لها موقف صارم تجاه الإدارات السيئة العمل.