(أبجدية المسابقات) بدعة
لا يمكن القول إن كل عناصر التأزيم والجدل في كرتنا مصدرها الأندية والإعلام الرياضي وإن كانوا يقعون في الدائرة، لا خلاف على ذلك في كثير من الموضوعات التي تحتمل آراء عديدة لا يلتقي حولها أهل الرياضة.
لكن أن ُ يصنع التأزيم والجدل من الجهات المشرفة والمنظمة للعبة فذلك هو ما لا يجب حدوثه حرصاً على إبقاء جميع الفرق على مسافة واحدة في التعامل معها دون أن يكون هناك تفضيل لفريق على آخر خارج منطق كرة القدم.
وما فعلته لجنة المسابقات بوضع الأهلي في قائمة صدارة الجولة الأولى باللجوء إلى الأحرف الأبجدية كحل للفصل بين تساويه مع النصر في النقاط والأهداف، ففي ذلك بدعة جديدة لا أظنها مسبوقة من قبل في ملاعب عالمية وتم القياس عليها أو أنها ضمن فرعيات بنود لوائح المسابقات.
ولو قالوا إن تقديم الأهلي على النصر في سلم الترتيب باعتبار أنه حامل ثلاثية الألقاب الدوري وكأس الملك والسوبر لربما مشت الأمور دون ردة فعل من الجماهير ولو أنهم سكتوا لكان أفضل من تبرير الأبجدية.
والمنطق (الأبيض) سيهتدي بسهولة إلى ترتيب الفرق بالنظر إلى زمن اللقاءات وطبيعة الأهداف، فالنصر زمنياً لعب قبل الأهلي وسجل أربعة أهداف ملعوبة في حين أن الأهلي أحد أهدافه الأربعة من ضربة جزاء وهذا كفيل بإعطاء النصر الأفضلية في نتائجه وأسبقيته الزمنية للصدارة.
النصر والأهلي استحقا أن يكونا واجهة الجولة الأولى لعباً ونتيجة من خلال المردود الفني الذي قدمه الفريقان وحازا على قبول شريحة كبيرة من الجماهير وأغلب النقاد التقوا في الرأي حول تميز الفريقين في الجولة الأولى.
غير أن (أبجدية المسابقات) وهي في حكم البدعة بما أثارته من جدل واستهجان شوش على جمال الجولة الأولى ما كان يفترض باللجنة أن تضع نفسها تحت طائلة التهكم من المغردين في تويتر بتبرير مضحك استند في حسم الصدارة بين فريقين باللجوء إلى الأحرف الأبجدية.
والملاحظ بحسب الجدول الصادر من رابطة دوري المحترفين أنها لم توف باختراعها الجديد فقد سخر مغردون من أنها طبقت الأبجدية في سلم الصدارة وغاب عنها أن تنظر إلى آخر قائمة الترتيب بوضعها الاتفاق في ذيلها وهو بحسب (بدعتهم الجديدة) يتقدم على الفتح حسب الحروف الأبجدية.
وهذه الملاحظة أيضا أثارت أقوالا غاضبة من أن ترحيل النصر إلى الترتيب الثاني محل شك بدخول العواطف على خط الترتيب وهو ما لا يجب أن تضع لجنة كروية نفسها يفترض فيها (العقلانية) محل الشبهات بلعبها أدوار مشجعين لا مسؤولين.
يبقى القول ونحن في الخطوة الأولى من بداية الموسم يتطلع الرياضيون ومنهم من هو على درجة من الحساسية تجاه أي تصرفات اجتهادية يتطلعون أن يكون عمل اللجان التنظيمية والقضائية والتحكيمية في حجم ثقل الأمانة والمسؤولية التي أوكلت إليهم.
ومن هنا فإن البعد ع ّ ما يمكن اعتباره شطحات تؤدي إلى اتساع الاحتقان بين الجماهير يدرج ضمن حكمة التعامل في أجواء توصف بالحساسة تجاه أفعال تثيرها وكفى أن أفعالاً في مواسم مضت عبرة لمن يهمه أمر تطوير أدائه وخاصة حكام كرة القدم المؤثرين في الملاعب إيجاباً أو سلباً.