توهج النصر مشروط
الظهور اللافت للنصر في أول لقاءاته في دوري "جميل" واكتساحه للفريق الفتحاوي مساء أمس الأول الجمعة برباعية مرسومة يؤشر على أن هناك ثمة متغيرات إيجابية حدثت في الهيكل العام للنادي ستكون لها بصمة تحفظ للعالمي توازنه الإداري والفني.
النصر أبهج جماهيره التي حضرت لمساندته في ملعب الملك فهد وتلك التي خلف الشاشات بالمستوى والنتيجه ولاح لها ما يبعث على الارتياح أن فريقها هذا الموسم سيكون على خلاف الموسم الماضي.
والعمل الجيد الذي صاحب الفريق في معسكره في كرواتيا بانت أولى ثمراته، كما أن العمل الجبار الذي بذله القائمون على مصلحة الكيان في فترة وجيزة بتخليص النادي من كلبشة الديون المانعة لتسجيل لاعبين أجانب ومحليين، عمل معبر عن إرادة قوية لرجال النصر المؤثرين في تحديد مساره.
وما كان لأي مجهود فردي أن ينجح لو استمر الوضع على ما كان عليه غير أن التحالف الشرفي لمواجهة الصعاب مكن (الفكر الجمعي النصراوي) من كسر حظر التسجيل وهو الحاجز الذي كانت الجماهير تتخوف من تداعياته السلبية على الفريق في أول لقاء له في الدوري.
والنجاح الذي تحقق بقدرة رجال النصر بالتغلب على أقوى الصعاب التي واجهتهم جراء ثقل الديون المتراكمة ما هو إلا مؤشر جدي يدفع إلى التفاؤل بوضع أفضل للفريق هذا الموسم.
واستمرار توهج النصر مشروط بالبناء على النجاحات التي تحققت في التعامل مع الأزمة المالية والاستمرار في المضي قدماً في التعامل مع هذا الملف حتى أطفائه مع الالتزام المنظم بالوفاء بحقوق ورواتب اللاعبين والأجهزة الفنية في مواعيدها.
وذلك هو التحدي الضامن لبقاء الفريق الكروي متوهجاً وسط بيئة عمل صحية تعرف ما لها وما عليها من واجبات وحقوق تجاه الغير وفق برنامج عمل منظم حتى لا تعود دوامة التهم التي ضربت روح النصر الموسم الماضي وفي مواسم مضت أخرى.
ومعلوم أن الأزمة المالية التي بلغت شدتها الموسم الكروي الماضي ضربت مفاصل اللاعبين وألقت بظلالها الأسود على المجهود الفني لعناصر الإنتاج الفني من لاعبين ومدربين وكانت النتيجة أن الفريق تحول من بطل لموسمين متتاليين إلى فريق يبحث عن نفسه في مراكز متأخرة لا تليق بفريق جماهيري بطل.
يبقى القول إن للنجاح قواعده وأسسه ومن يهتدي بعلمها وفنها يدرك أهدافه فلا يمكن أن يكتمل جهد بدني وذهني في الملعب إلا باكتمال العناصر المحفزة لهما وأي خلل في الاثنين أو أحدهما من المؤكد أن يربك عمل المنظومة الفنية داخل الملعب وخارجه أيضاً.
وهذا يعني أن تناغم المنظومتين الإدارية والفنية في أجواء عمل منظمة كفيل بوضع العمل الإداري والميداني على خط الإنتاج الصحيح.