265 مليوناً قوووية يا نصر
في الوقت الذي ترتفع فيه المطالبات والنداءات لإدارة النصر بمعالجة ملف الديون بانتهاج سياسة إنقاذ مهنية والتفاهم (الحميم) مع الداعمين، لتنفيذ خطة عاجلة ومبرمجة لإطفاء الديون ومواجهة الالتزامات ها هي تسلك مسلكاً ليس فيه من العلمية الإدارية والمالية شيء.
وإلا ماذا يعني أن نادياً يعاني من كابوس الديون والالتزامات البالغة 265 مليون ريال منها ديون قصيرة الأجل تبلغ 72 مليون ريال و192 مليون ريال تمثل التزامات طويلة الأجل وإدارته تسرع في رفع هذا الرقم أكثر مما هي تفكر في تخفيضه.
وهذا الرقم الذي أعلنته الهيئة العامة للرياضة أمس الأول الثلاثاء يعد رقماً كبيراً جداً لنادٍ يحظى برعايه مليونية وإيرادات أخرى تقدر سنوياً أنها فوق المائة مليون ريال إضافة إلى دعم الداعمين.. مما يدفع إلى التساؤل على أي منهج إداري مالي يدار هذا النادي؟ نعم 265 مليون ريال قوووية يا نصر.
اللافت بعد إعلان ميزانية النصر المانعة لتسجيل لاعبين محليين وأجانب أن هناك من لم يلتفت للرقم الكبير وكيفية مواجهته ونظر إلى الرقم الأصغر باعتبار تقليصه إلى أربعين سيمنح النصر فرصة تسجيل لاعبين محليين وأجانب.
ذلك ديدن من يبحثون عن تحقيق مكاسب سريعة على حساب مستقبل الكيان النصراوي إن ظل يدار بهكذا أسلوب ولو كانت هناك رؤية خطط حكماء لما بلغ الوضع ما بلغه ولو كانت هناك أيضاً صحوة بعد ضياع لسمعنا كلاماً موزوناً بأولويات معالجة للديون لا بأولويات تعاقدات مكلفة تزيد من أعباء الديون من أجل تحقيق شعار دغدغة مشاعر شريحة بسيطة من الجماهير (سنسجل ونسجل).
والملاحظ أن الإدارة وإن طمأنت عشاق العالمي بتغريدات عدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مفادها أن هناك خطط معالجة مع المحافظة على بقاء النصر في المنافسة والواقع الملموس حتى اللحظة يقول إن ما قيل وهو في حكم الأماني.
وإلا ماذا يعني مضي الإدارة في زيادة تكبيل النادي في التزامات إضافية وهي أعجز من الوفاء بها للاعبين المحليين والأجانب على حد سواء والخطر في مثل هذه المجازفات غير المحسوبة أن تبقي الكيان النصراوي ردحاً من الزمن يئن من تداعياتها السلبية على كل مفاصله الإدارية والفنية وليس هذا فقط بل يمتد الإضعاف إلى تشويه سمعة الكيان وتشويش قابليته الاستثمارية في سوق الاستثمار الرياضي وخلال التخصيص المنظور.
يبقى القول إنه من الواضح أن السلوك الإداري لم يتغير في فوضوية العمل مما يعني كما قال عبقري البشرية العالم الفيزيائي ألبرت أنشتاين (من العبث الحصول على نتيجة جديدة من تكرار نفس الفعل).
لكن هذا لا يمنع من القول إن في الصدمات العميقه فائدة متى ما كان هناك من يعتبر من العبر نحو تصحيح المسار وما حل بالكيان النصراوي نتيجة التفريط الأعمى في الصرف على غير هدى وهو ما أوصله إلى الحالة التي عليها الآن.