(الاحتراف) أمام ضغط الأمر الواقع

يبدو أن الأندية الواقعة في مجال حظر تسجيل اللاعبين لارتفاع ديونها وتراكم حقوق اللاعبين وغيرهم من الفنيين والإداريين لأشهر مضت ماضية في تعاقداتها مع لاعبين أجانب دون أن تظهر ما يؤشر إلى قدرتها بالوفاء بالمتطلبات المالية والنظامية.

 

فعلى سبيل المثال لا الحصر نلاحظ أن الاتحاد والنصر وهما يقعان في كلبشة الديون المانعة للتسجيل يتسابقان في إنهاء إجراءات التعاقد مع لاعبين أجانب دون أدنى مسؤولية للعواقب المترتبة على عجزهم عن الوفاء بما هو مطلوب منهما.

 

وبحسب كلام رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبد الله البرقان عبر تغريداته وحديثه لوسائل الإعلام فإن النادي الوحيد الذي بإمكانه التسجيل لوفائه بكل الالتزامات هو فريق التعاون والبقية لا يحق لها التسجيل ما لم تف بكل متطلبات التسجيل.

 

البرقان استغرب من تلك الصفقات التي تبرمها الأندية دون أن تقوم بحل المشاكل التي تمنعها من التسجيل، لأن ذلك حسب البرقان يوقعها في حرج مع اللاعب الذي قامت بالتوقيع معه بالإضافة إلى جماهيرها.

 

ولفت البرقان النظر إلى أن لجنته لا تستطيع أن تمنع أي ناد من توقيع العقود لكنها لن تسجل أي لاعب في الكشوفات بشكل رسمي إلا باكتمال كل الأوراق لكل نادٍ سعودي يريد تسجيل لاعبين محترفين سواء محليين أم أجانب.

 

إذاً ما هو التفسير الذي يقودنا إلى تفسير سلوك هذه الأندية في المجازفة بالتعاقدات قبل الوفاء بالمتطلبات، ربما أنها حصلت على وعود من الداعمين لمعالجة موضوع مديونيتها وشرعت وفق هذه الوعود في التعاقدات كسبا للوقت.

 

والمرجح أن الأقرب للتفسير في ظل اتحاد كرة قدم يوصف بالضعف أن الأندية ستشكل لوبي للضغط ووضع لجنة الاحتراف أمام ضغط الأمر الواقع الذي يفرض عليها إبداء مرونة والمساعد في إخراج أندية التعاقدات من مأزقها بتأجيل تطبيق أنظمة المنع من التسجيل حتى موسم آخر وربما إلى الفترة الشتوية لإعطاء أندية الديون وقتا تعالج فيه متاعبها المالية.

يبقى القول وأمام سباق التعاقدات لأندية مديونة يتجدد الاجتهاد في غير محله من إدارات تلك الأندية التي كل همها العزف على الموسيقى التي تطرب المشجع العادي الذي لا يعرف خطورة ما تقدم عليه إدارة ناديه في تعاقدات مكلفة دون ما يقابلها من ميزانية تفي بشروط التعاقد.

 

ولو كانت الحكمة موجودة لدى غالبية الأندية لشرعت في المقام الأول قبل أي خطوة أخرى في معالجة ملف مديونياتها وتنظيفه نحو فرض أداء عمل منظم يجنبها المنع من التسجيل وشكاوى المنازعات المحلية ومحكمة الكأس الدولية الرياضية ولهم في فريق التعاون أسوة حسنة فهو الفريق الوحيد المنظم من بين فرق الدوري الممتاز الذي أوفى بكل شروط التسجيل المحلي والأجنبي.