التخصيص هو التصحيح
تواجه الأندية السعودية اختبار تصحيح المسار خاصة تلك التي بلغت فيها الديون مبلغاً يهدد نطاق حركتها الفنية والإدارية نتيجة لاجتهادات القائمين عليها وضعف الكنترول الإداري للجهة المالكة وهي الهيئة العامة للرياضة.
والتخصيص هو التصحيح وقبل التخصيص لابد من توافر أدوات التصحيح وأولها تنظيف مديونيات الأندية قبل الشروع في إجراء من هذا النوع لضمان سلامة العمل والتمهيد بتوفير حافز الإيجابية الشرائية والقانونية للمستثمرين.
وهذا يعني توافر بيئة عمل هيكلي متكامل للأندية يؤسس لبيئة جاذبة للمستثمرين، وهذا لن يتأتى بدراسة نظرية تبشر بسوق رياضي واعد للاستثمار وإنما بإجراءات على الأرض تفحص عملياً جميع أركان السوق الرياضي.
من هنا فإن الكلام عن التخصيص بالقفز إلى التخصيص دون اتباع إجراءات معروفة لدى وزارة التجارة وليست جديدة هو أشبه بمن يضع العربة أمام الحصان، والخطوة الأولى بتقييم أصول الأندية الثابتة أولاً وهي المقرات، وتالياً تقييم وزنها الجماهيري وبطولاتها للوصول إلى سعر عادل للعلامة التجارية التي قد تصل في الأندية الكبيرة إلى 200 مليون ريال.
وتأتي الخطوة التالية بتحويل الأندية إلى شركات تجارية مغلقة تدار على أساس تجاري ولا يتم طرح حصة (لا تقل عن 60 في المائة) للاكتتاب العام إلا بعد مضي عامين ماليين إيجابيين.
وهذا يعني وفق هذا المنظور الإداري والمالي الذي أرى أنه الأنجع مع التقدير للجهد الذي بُذل في إعداد دراسة عن تخصيص الأندية وما رشح منه من معلومات من كثرة إنشاء صناديق هي أقرب إلى التنظير ولا تلتقي مع قوانين الإدراج في البورصة.
وطبيعي أن تبقى الأمور الفنية المتعلقة بكرة القدم مستقلة ومرتبطة بالاتحاد الأهلي بقوانينه وأنظمته وإجراءاته المعروفة.
يبقى القول إن التباطؤ في عملية تخصيص الأندية السعودية لتكون شركات استثمارية مستقلة بهياكلها الإدارية والمالية تحت أي حجة إدارية أو فنية ليس بالضرورة هو الخيار المناسب.
وسيطيل إبطاء عملية التحول من انتظار المستثمرين الذين ينتظرون معرفة التوقيت لإعادة انتشار محافظهم الاستثمارية نحو الفرص الاستثمارية الواعدة والسوق الرياضية من بينها.
كما أن التخصيص سيكون علاجاً للصداع المزمن للأندية من مواجعها المالية بسبب اجتهادات من لا يتقنون العمل الإداري الرياضي، فالقادمون الجدد للسوق الرياضي يعرفون لغة السوق وهم نهازو فرص استثمارية كما المهاجمين في تسجيل الأهداف.
والتخصيص أمر حتمي قادم، وتسريع وتيرتة يتناسب طردياً مع التطلعات الجديدة للقيادة، كما أنه يلبي تطلعات الشباب بكافة اهتماماتهم في رؤية واقع رياضي متطور وهم الذين يقعون في دائرة اهتمام صناع القرار.