تفعيل روح النصر
كان النصر ومنذ بداية الموسم يعاني جفافاً يبّس مفاصل لاعبيه وأثر في انتشارهم الفني في الملعب وأربك عملية التوافق الفكري العضلي لأداء مهمته كفريق كرة قدم.
وكل هذه العلامات واضحة من البداية وكررت الإشارة إليها في مقالات سابقة من بينها مقال مباشر بعنوان (أصرف ولا انصرف) موجه لمن يعنيه مسؤولية الكيان النصراوي لكن دون أن يكون هناك تدخل لمعالجة الأسباب.
بل إن الفريق ترك بلا غذاء معنوي وروحي يتداعى مع مرور الجولات حتى فرضت عليه نتائج الدوري الانحدار إلى الترتيب الثامن وهو حامل لقب الدوري في الموسمين الماضيين ويضم بين صفوفه أمهر اللاعبين السعوديين الذين أضعفت الظروف المالية كل قواهم في بيئة جافة.
ومسلسل التفريط في البطولات لاح مبكراً بدءاً من خسارة السوبر اللندي وما تلاه من خسائر في مناسبات تالية كلها أعطت إشارات قوية أن ثمة معضلة تواجه الفريق تركت ككرة ثلج تتدحرج دون أن تكون هناك محاولات للعلاج.
وما إن بدأ مطر الداعمين المؤثرين في الكيان النصراوي يهطل على اللاعبين وإن كان متأخراً جداً و(الأسباب معروفة) حتى بدأ أثره مبكراً كما لو أنه تفعيل لروح النصر المعروفة.
والأثر الإيجابي واضح وقد لمس ذلك في إصرار اللاعبين في الملعب على الحسم وبلوغهم نهائي كأس الملك بدعم من توهج معنوياتهم وسط تغذية إنعاش رطبة معنوية ضخها الداعمون في الجسم الفني للفريق النصراوي.
ونتيجة النصر الإيجابية الخماسية أمام الفريق الاتحادي مساء أمس الأول الأحد تؤكد أن بدء العلاج من نقطة الأسباب هو المسلك الصحيح للتداوي وإخراج الفريق من دوامته التي ضربت مفاصل وأذهان اللاعبين.
ومن شاهد النصر في ملعب الجوهرة وهو يقابل العملاق الاتحادي بجماهيريته ووزنه الفني ويلتهمه لعباً ونتيجة بخماسية بيضاء سيتساءل لاحقاً كيف لفريق بهذه القوة لا يتنافس ضمن فرسان المقدمة وهو يملك هذه الترسانة المهارية من النجوم.
وعلى أية حال بدء العلاج وإن كان متأخراً أفضل من ترك الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ والفرصة سانحة للفريق النصراوي وقد بدأت مؤشرات توهجه في الظهور في إنهاء موسمه بنهاية تسعد كل أنصاره بخطف كأس الذهب يوم التلاقي مع الفريق الأهلاوي على نهائي كأس الملك.
يبقى القول وجماهير العالمي لنقل في غالبيتها ينتابها التفاؤل من التطورات الأخيرة من أن فريقها سيحلق في أجواء أفضل مع قدوم القادرين على تصحيح المسار وفق ما تقتضيه وتتطلبه مصلحة الكيان من قوى قادرة على إحداث الأثر الإيجابي في منظومة الكيان الإدارية والفنية بما في ذلك مواجهة أزمة الديون مهما بلغ حجمها.