التعزيز للأبطال والتعويض لليتامى
دوري الأربعة في مسابقة كأس الملك في مواجهتيه الثقيلتين غداً الهلال مع الأهلي بالرياض وبعد غدٍ الاتحاد مع النصر بجدة يمثل صفوة جاذبية اللقاءات من حيث الاهتمام الإعلامي والجماهيري في محطتي كلاسيكو مثيرتين بكل أبعادهما الفنية تجمعان أقطاب الكرة السعودية.
كلاسيكو الرياض وكلاسيكو جدة من جهة أخرى يجوز القول عنهما إنهما التعزيز للأبطال والتعويض لليتامى والأبطال هما الهلال بطل كأس ولي العهد والأهلي بطل الدوري والعابر منهما للنهائي مرشح قوي لإنهاء الموسم ببطولة ثانية.
وفي الجانب الآخر مساء يوم السبت فإن كلاسيكو جدة بيتيميه الاتحاد والنصر هو بمثابة الفرصة الأخيرة لأي منهما لإنقاذ موسمه بآخر وأغلى البطولات الكروية السعودية التي تحمل اسم قائد البلاد.
اللقاء الأول الذي يجمع بطل الدوري بوصيفه الهلال على درجة كبيرة من التعقيد الملون بصعوبة الموقف، خاصة للهلال الذي لم تجف دموع حزنه بعد حسرة ضياع لقب الدوري عندما ضرب بثلاثية خضراء توجت البطل الراقي على حسابه بطلاً للدوري.
وها هو في أقل من أسبوع يواجه خصمه مع مخاوف من تكرار الإقصاء المتتالي من فريق يعيش أجمل لحظاته التاريخية بعودته لألقاب الدوري بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب وأمام هذه الشهوة الأهلاوية المفتوحة بشهية الذهب وانتظار ردة فعل قوية هلالية ينتظر المنتظرون النتيجة على أرض الملعب.
وتنتظر الجماهير عما إذا كان البطل الأهلاوي بنشوة معنوياته سيمضي إلى النهائي أم أن الهلال قادر على امتصاص الضربة وتحويلها إلى ضربة مماثلة لخصمه بإخراجه من مسابقة الكأس؟
وفي جدة لا تكافؤ بين المونديالي والعالمي غير في هيبة الاسم والتاريخ وشعبية الجماهير والنواحي الفنية يحدد شكلها بلا رتوش موقع الفريقين في سلم الدوري ببلوغ الاتحاد المركز الثالث وانحدار النصر إلى الثامن وهذا يعني وفق المعطيات الفنية والرقمية أن اتحاد جدة على الأرجح عابر لا محالة إلى نهائي الكأس على حساب فريق بطل جريح.
لكن مع مؤشرات تدخل فعلي من الداعمين لإنقاذ الفريق النصراوي قد يحمل اللقاء روحاً نصراوية جديدة تذكر بنصر الموسمين الفائتين. ولعل فريق الإنقاذ في توقيته الإنقاذي المتأخر بمثابة هبة روح تنعش فريقاً عانى في بيئة عمل ملوثه راكدة تلوثت فيها مفاصل وعقول اللاعبين.
يبقى القول إن مسابقة خروج المغلوب وقد بلغت مرحلة الحسم للنهائي هي لعبة استثمار الفرص والأندية الكبيرة بتنوع ظروفها الفنية لديها من الخبرة المتراكمة ما يؤهلها للتعامل مع أجواء اللقاءات، والإيجابيات لا تأتي إلا في أجواء إيجابية يصنعها القادرون على صنع النجاح.
وإن كان من بين الفرق الأربعة أكثر حاجة للذهب الكأس من غيره فهو فريق النصر حامل لقبي الدوري في الموسمين الماضيين الذي عصفت به الظروف إلى ترتيب متأخر جداً في الموسم ولا سبيل له للتواجد آسيوياً في الموسم المقبل وإنقاذ موسمه من العار الكروي غير حصد الذهب وقد هب الداعمون لإنقاذه من فكر تيبس عن الحركة واستسلم للهوان.