تحري رؤية بطل (جميل) الليلة
الأهلي الغائب عن بطولات الدوري المحلي لأكثر من ثلاثة عقود أمام خطوة هي الأهم في مسيرته في دوري عبد اللطيف جميل، وقد دخل مرحلة الحسم الجدية وفوزه الليلة على الهلال منافسه على اللقب على ملعب الجوهرة بجدة يعني التتويج باللقب قبل نهاية الدوري بجولتين.
كل الأجواء الفنية والمعنوية تلعب لصالح الراقي، فهو المتصدر بأربع وخمسين نقطة وبفارق ثلاث نقاط عن منافسه ويلعب على أرضه وبين جماهيره المتعطشة للقب الدوري بالإضافة إلى البعد المعنوي الإيجابي الذي اكتسبه من مشاركته الآسيوية وفوزه الأخير على فريق الجيش القطري برباعية فتحت له البقاء في الملاعب الآسيوية منافساً على التأهل للمرحلة التالية.
وفي المقابل فإن منافسه الهلال في وضع أصعب فليس أمامه غير الفوز على الأهلي لإبقاء حظوظه قائمة في المنافسة وفي ذلك ضغط هائل على اللاعبين داخل الملاعب الذين ما زالوا تحت تأثير الهزيمة الآسيوية من فريق تراكتور الإيراني والذين كانوا قريبين من خطف إحدى بطاقتي التأهل للمرحلة الآسيوية التالية فيما لو نجحوا على الأقل بالتعادل في ذهاب الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة.
الكلاسيكو السعودي المنتظر مساء اليوم قد لا يكون ملوناً بالأحداث التي سبقت اللقاء ولا بمعطيات الأرقام الفنية والحسابية التي جميعها تميل لصالح الأهلي وهذا يعني أن لقاء جماهيرياً تنافسياً في حجم ووزن فريقي الأهلي والهلال قد تحكمه ظروف مختلفة وقد لا تكون المعطيات الفنية والرقمية هي من يحدد كل الصراع على أرض الملعب.
فالمعطيات الإحصائية والفنية ليست قاعدة كروية للتسليم بمخرجاتها، وقد تتغير على أرض الملعب لاعتبارات العطاء واستغلال الفرص مما يعني أن كل الاحتمالات مفتوحة رغم التفاوت النسبي في ميزان القوى لصالح الأهلي فنياً ومعنوياً.
ويبقى التحضير الجيد وإخراج اللاعبين من دائرة الضغوط هي عامل من بين عوامل كثيرة في رسم سيناريو التفوق والفوز واستثمار الفرص المتاحة بتركيز جيد يؤدي في النهاية إلى حسم اللقاء.
وتترقب الجماهير الرياضية الليلة وخاصة جماهير الأهلي التي ترى في هذه الليلة كما لو أنها ليلة موعودة يتوج فيها فريقها بذهب الدوري بعد انتظار سنين طويلة لاسيما وأن كل الفرص متاحة للفريق الأهلاوي أكثر من أي موسم مضى لإعلان تتويجه بالفوز.
إذاً تحري رؤية بطل دوري جميل الليلة أمر وارد جدا متى ما كنت العيون الأهلاوية في ملعب الجوهرة على درجة من الصفاء تمكنها من الرؤية الواضحة بثبات الرؤية والتتويج المنتظر بشغف غير مسبوق من جماهير الراقي.
لكن الفريق الهلالي الذي سيكافح لمنع تتويج الأهلي على حسابه والساعي لكسر فارق النقاط لن يقبل في إبقاء الرؤية الفنية في الملعب واضحة للأهلاويين وسيعمل بكل جهده لإحداث غمة فنية تعطل شهوة الأهلي بالفوز وسيحاول إلحاق الهزيمة به وتأجيل هوية البطل.
وهذا يعني إن لم يظهر الليلة الأهلي حاسماً للقاء ومتوجاً بالبطولة فقد أضاع جهد موسم بكامله وهنا في حالة نجاح الهلال في الفوز بفارق هدفين لكسر فارق النقاط والمواجهات فإن كل المكاسب المعنوية التي كانت لصالح الأهلي قبل اللقاء ستنقلب لصالح الهلال في الجولتين المتبقيتين وصولاً إلى تتويجه بطلاً.
يبقى القول وكرة القدم لا تعترف في الملاعب بغير الجد المبلغ للهدف والأهلي وهو في لقاء مصيري أمام منافسه الهلال يمتلك كل مفاتيح اللعبة وسيسعى لاستثمارها، وفي المقابل الهلال وهو الآخر يملك كل المقومات الفنية للإجهازعلى المكاسب الأهلاوية ووأدها وتأجيل التتويج وبين قوتين كبيرتين فنيتين تنتظر الجماهير مزيداً من الإثارة الفنية الممتعة داخل الملعب.