فيصل يعترف
اعترف رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بالمشكلة الحقيقية التي قصمت معنويات اللاعبين من تأخر صرف استحقاقاتهم ورواتبهم لشهورعديدة والتي كان لها أثر نفسي حاد على مستوياتهم.
الاعترف بالمشكلة هو الطريق الصحيح للتصحيح مما يؤشر إلى بوادر صحوة إدارية وإن كانت متأخرة جداً لكن الملاحظ أن الوعود بصرف المتأخرات مرتبطة باستلام مبلغ القرض البنكي (حوالي خمسين مليون ريال) قبل خصم الفوائد.
والكل يعرف أن هذا القرض سيوجه في المقام الأول لتسديد الديون الخارجية وما يتبقى منه لا يواجه حجم المتأخرات الضخمة للاعبين وغيرهم من الفنيين والإداريين.
وكلام الرئيس فيصل عن انتظار صرف القرض لوسائل الإعلام يدفع إلى التساؤل عن مدى قدرة الإدارة على الوفاء بديونها للاعبين من مصادر أخرى غير القرض الذي سيصرف بحسابات وإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب لإغلاق ملف الديون الخارجية وما يتبقى منه قد لا يفي بصرف راتب شهر وربما اثنين.
وهذا يعني أن السلبيات المتراكمة من سوء التدبير المالي للإدارة أكبر من أن تحل بقرض بنكي والتي نتج عن تداعياتها أن تدحرج النصر حامل لقب الدوري في الموسمين الماضيين إلى ما دون الوسط في سلم الدوري وسط ذهول أنصاره وغير أنصاره من الحالة الفنية المتردية التي بلغها.
والمعضلة التي ضربت الفريق في روحه المعنوية وبانت مبكراً للمتابعين وبانت لاحقاً لشريحة كبيرة من الجماهير سبق أن تناولتها في مقالات سابقة مع بدء ظهور الانحراف الفني الهابط لمستوى اللاعبين وأشرت إليها بصراحة واضحة أنها ليست فنية وناتجة باختصار عن اضطهاد اللاعبين جراء التأخر الطويل في صرف حقوقهم ومنها مكافأة الدوري التي صرفت من العضو الداعم الأول وتصرفت فيها الإدارة في غير مكانها.
ولو كان هناك من البداية من يملك المهارة الإدارية والرؤية والقدرة على المعالجة بالتواصل مع القادرين على الدعم لما تفاقمت الأزمة وبلغ الفريق هذا الوضع المهزوز.
والكيان النصراوي كما هو معلوم لجماهيره الفطنة التي تشمئز من سماع وقراءة تطبيل المطبلين ليس كياناً مربوطاً بفرد وإن حاولت بعض الفلاشات (المشبوهة) تصويره بذلك رغم انكشافه للملأ.
والعالمي بشعبيته الهائلة لديه من الداعمين المؤثرين المعلومين والمقدرين من الجماهير الذين كان لهم دور مشهود في الموسمين الماضيين في بلوغ الفريق منصات التتويج بدعمهم السخي دون انتظار فلاشات إعلامية.
ولعل الروح الفنية والنفسية الجيدة التي ظهر بها الفريق النصراوي في لقاء التعاون أمس الأول الجمعة المنتهي بفوزه بثلاثة أهداف مقابل اثنين مؤشر إيجابي يعكس تطورات مضيئة تصب في مصلحة الكيان بالتفاف الجميع حوله.
يبقى القول ولم يبق للنصر غير كأس الملك و(الآسيوية) والنجاح فيهما سيجلب مكافآت ضخمة لخزينة النادي خاصة أن مكافأة الفوز بكأس الملك تبلغ تسعة ملايين ريال وهو ما يغطي جزءاً من الانكشافات المالية.
ومحبو العالمي من خلال أصواتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام يتطلعون إلى عودة وهج فريقهم فيما تبقى من فرص تنافسية وقد تعدل مساره صاعداً وسط أجواء صحية.
من هنا فإن مصلحة الكيان تتطلب رؤية واسعة بالانفتاح على الآراء الأخرى خاصه أن عواقب انغلاق الفكر دفع الكيان ثمنها باهظاً بعد أن أثبتت نتائج الملاعب فشل التصلب الانفرادي الذي كانت عواقبه مدمرة ومركز النصر في سلم الدوري يؤكد آثارها.