الرؤوس الجافة
(لو) يلعب النصر بمستواه المعروف لاكتسح كل الفرق، هكذا يردد شريحة غير قليلة من جماهير العالمي التي ترى أن فريقها مكتنز بالنجوم ولا ينقصه غير بيئة عمل صحية تؤمن بمنهجية العمل العلمي الفني في كل إجراءاته.
و(لو) لا تسقي ماءً أو تريح حزيناً ولا تطفئ غضب جماهيره العالمي الجريحة في وجدانها قبل جروح فريقها الفنية والنفسية الذي ارتد مؤشره هاوياً هذا الموسم دون ظهور علامات تصحيح بعد موسمين استثنائيين حقق فيهما ثلاث بطولات.
وهبوط حاد وضع الفريق في الترتيب التاسع ضمن دوري جميل الذي يوشك على الانتهاء في فريق يضم خيرة اللاعبين صنع أكبرعلامات الاستفهام حول ظاهرة الانهيار الفني للفريق النصراوي، الذي بانت مؤشراته الأولية مع بداية الموسم.
والموضوع لا يحتاج إلى فك ألغاز فقد بان أن كل مؤشرات الإخفاق حول الدائرة الإدارية وفشلها في إدارة واستثمار الموارد المالية لخدمة الفريق وفق ما يقتضيه الموقف الفني.
وأكثر من ذلك ما صنعته الرؤوس الجافة في التسبب في وقف تدفقات دعم الداعمين المؤثرين الذي كان لهم الدور المؤثر أيضاً في المشهد النصراوي، والذي كان لافتاً بإيجابياته المؤثرة في وهج اللاعبين في الموسمين الماضيين.
ولا أظن أن هناك وهجاً فنياً نصراوياً منتظراً فيما تبقى من الموسم ما دام أن مظلة النظام هي مصدر الظلام والضياع الفني.. فلا يرجى من فريق تتآكل نفسيات لاعبيه أن يبرع في الباقي من النشاط المحلي ولا قبل له بتحمل مشوار آسيوي في ظل الظروف الكئيبة التي يمر بها اللاعبون ما لم يحدث تغيير في الوضع الحالي.
لقد أصبح النصر بثوبه الحالي محط سخرية من الجماهير بما فيهم شريحة من جماهيره وتلك ظاهرة لافتة لم تسجل من قبل لجماهير العالمي حتى وهو في أسوأ أحواله في مواسم مضت.
ولقاء النصر الودي الأخير مع الدرعية أحد أندية القاع في دوري الدرجة الأولى الذي خسره الفريق بهدفين لا يؤشر إلى أن ثمة شيئاً تغير فالنكسات باتت مرافقة، وطبيعي أن تكون مرافقة لحالة مثل حالة الفريق النصراوي وقد وئدت روحه المعنوية في أجواء غير صحية.
لقد جفت البركة وبانت الأوبئة وسقطت آخر أوراق التوت التي كانت تحاول ستر عورة الفشل وقد انكشفت للجماهير الفطنة وانهارت آخر دفاعات الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات مهرجة بلهاء للغير.
يبقى القول للقادرين على إحداث التغيير ممن يعنيهم أمر كيان جماهيري أن وقف سوء التدبير الحالي لن يأتي إلا بفكر مختلف بعد فقدان الأمل في صحوة الفكر القائم على تكرار أدواته القديمة المجرب بفشلها.
وليكن التأسيس للعمل برسم خريطة طريق منهجية يقوم عليها أكفاء يحسنون التدبير في التعامل مع متطلبات أسباب النجاح بفرض بيئة عمل محفزة على الإنتاج وباسمه لكل العاملين فيها من فنيين وإداريين.