ليلة الذهب في (الدرة)
صوب ملعب الملك فهد الدولي (الدرة) تتجه الأنظار مساء غد الجمعة، مترقبة المشهد الأخير في مسابقة كأس ولي العهد الذي يجمع متصدر الدوري الفريق الهلالي ووصيفه الأهلاوي، في لقاءٍ اكتملت فيه التحضيرات الفنية والإدارية استعدادا لليلة الذهب في (الدرة).
الهلال بلغ المرحلة النهائية متجاوزا في طريقه التعاون والقادسية والشباب، والأهلي هو الآخر بلغ محطة التتويج عابرا المراحل بفوزه على هجر والاتفاق والاتحاد وبينهما مساء الغد كأس الذهب.
مستوى الفريقين الذي يقع فنيا في منحنى سلبي بدءًا من الدور الثاني في دوري عبد اللطيف جميل لا يؤشر إلى صراع يبلغ في إثارته الفنية وزن الفريقين الجماهيريين داخل الملعب، بقدر ما يعطي توقعا أن الحذر المشوب بالخوف سيحكم تكتيك وتكنيك الفريقين.
وهذا يعني طغيان التقييد الفني على أداء اللاعبين ومرده إلى خشية كل مدرب من هدف مبكر يربك منظومته الفنية، خاصة في الجانب الهلالي الذي يصاب كما هو ملاحظ بالارتباك وضعف التركيز والعجلة حالما يصاب مرماه بهدف.
ويجوز القول إن جرأة مدرب الأهلي السويسري جروس أوضح في رسمها الفني الانضباطي في حركة اللاعبين بوجود وسط متجانس بقيادة تيسير الجاسم ومهاجم خطر بالرأس والقدم يتمثل في عمر السومة وخلفه المدفعجي ماركينهو.
في حين أن نظيره اليوناني دونيس يعتمد على التحوط الخلفي والانطلاق من الأطراف معتمدا على مهارة لاعبيه ياسر الشهراني في الطرف الأيمن والبرازيلي إدواردو خلف الهجوم وسلمان الفرج في بناء ورسم الهجمات في أرض الفريق المنافس.
ليلة الذهب وسط حذر الفريقين من المبالغة في الهجوم ربما مفتاحها برازيلي من كرة ثابتة ينجح إدواردو أو ماركينهو في رسمها في المرمي وسط أداء على الأرجح ميدانه الأكثر مشاهدة وسط الملعب.
الفريقان يملكان الخبرة المتراكمة في إدارة مباراة الكؤوس، فالأهلي الملقب بالملكي هو قلعة الكؤوس الملكية كأكثر الفرق فوزا بها، يقابله الهلال هو الآخر مهيمنا على بطولات مسابقة كأس ولي العهد لم يغب عنها في السنوات التسع الماضية غير الموسمين الماضيين بخسارته من النصر والأهلي.
الهلاليون متفائلون بعودة صداقتهم مع البطولة وقد بلغوا النهائي للعام التاسع على التوالي والأمل يحدوهم بعودتها إليهم بعد غياب موسمين، والأهلاويون أكثر تفاؤلا وفريقهم في عافية فنية أفضل نسبيا من منافسهم الأقرب على لقب الدوري.
وحصد أولى بطولات الموسم بين فريقين متنافسين على صدارة الدوري له تداعيات معنوية منشطة للفائر وتأثير عكسي على الخاسر خاصة أن هذا اللقاء هو الثاني في نهائي الكأس على التوالي بين الفريقين والأول انتهى بتتويج الأهلي على حساب الهلال.
البطولات كما هو معروف في كرة القدم لها رنين وجاذبية ووهج معنوي للاعبين والجماهير التي سيزداد عددها في الملاعب لدعم فريقها حامل الذهب في الملاعب المحلية وفي الاستحقاق الآسيوي كما أنها أيضا غطاء للمدربين والإداريين يقلل من الضغط الجماهيري المطالب بأداء فني ونتيجة إيجابية.
يبقى القول إن الميزان الفني إلى حد ما يدعم القوة الفنية والانضباطية لصالح الأهلي.. لكن لقاءات الكبار في العادة ليست القوة الفنية هي وحدها ما يجلب الفوز، فهناك عوامل كثيرة قد تخدم فريقا على حساب آخر، منها ما يعرف قابلية أجواء المباراة مع الحالة النفسية والتحضيرية للفريقين.